يستضيف منتجع شرم الشيخ المصري اليوم الجولة الثانية من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة، التي يطغى عليها الخلاف على تمديد مهلة تجميد الاستيطان. وسيشارك في الجولة الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، والمبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل، على أن تستأنف بجلسة أخرى غدا في القدسالغربية. وسيعقد القادة الفلسطينيون والإسرائيليون اجتماعات منفصلة مع الرئيس مبارك، فيما يترقب عقد اجتماع ثنائي بين عباس ونتنياهو. وأكد عضو الوفد الفلسطيني المفاوض نبيل شعث أن الوفد الفلسطيني سيشارك بموقف موحد حول القضايا الوطنية مع التصميم على أن نقطة البداية يجب أن تكون الحدود وليس الأمن، واستحالة التفاوض في ظل الاستيطان. كما أكد عضو الوفد الفلسطيني المفاوض محمد اشتية "أن السلام والاستيطان لا يلتقيان. ونحن لا نقبل الحديث عن استيطان جزئي أو مخفف أو بطيء، ومطلبنا أبلغناه للإدارة الأمريكية بالوقف التام للاستيطان". إلا أن تقارير إسرائيلية كشفت أمس أن نتنياهو سيعرض على الفلسطينيين تجميدا جزئيا للبناء في مستوطنات الضفة الغربية، باتباع سياسة رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت لتجنب مأزق اشتراط الفلسطينيين تمديد تجميد الاستيطان للاستمرار في المفاوضات المباشرة. وأفادت التقارير أن نتنياهو عرض خطته الجديدة على الإدارة الأمريكية، وناقشها مع مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط توني بلير، واستعرضها خلال اجتماع وزراء حزبه ليكود أول من أمس أمس. وقال "ليس منطقيا أن يحدد الفلسطينيون شروطا مسبقة ويهددوا بالانسحاب من المفاوضات. هذه ليست طريقة للتقدم في اتجاه السلام". وفي هذا الصدد أعلنت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية المناهضة للاستيطان أنه سيكون بالإمكان بناء نحو 13 ألف مسكن على الفور في الضفة الغربيةالمحتلة لدى انتهاء مهلة التجميد الموقت للاستيطان في 26 سبتمبر الجاري. وقالت الحركة غير الحكومية، في بيان "إذا لم يتم تمديد تجميد البناء، فإن المستوطنين يمكنهم نظريا بناء نحو 13 الف مسكن بدون أن يتطلب ذلك موافقة إضافية من الحكومة". وفي واشنطن، توقع نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية سابقا لشؤون الشرق الأدنى روبرت دانين أن يكون الاستيطان "المسألة الرئيسة" خلال الجولة الثانية من المفاوضات. وعربيا، جددت جامعة الدول العربية دعمها للرئيس عباس بالتأكيد على ضرورة تجميد الاستيطان في الأراضي المحتلة، فيما أبدت استغرابها لوضع نتنياهو شروطا مسبقة لهذه الجولة، خاصة الحديث عن مطالبته للمفاوض الفلسطيني بالاعتراف بيهودية إسرائيل. وقال مساعد الأمين العام لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح "إن الحديث عن يهودية الدولة هو حديث عن دولة عرقية يستهدف القفز على قضية اللاجئين، وإذا كان نتنياهو يريد أن ينهي المفاوضات فعليه أن يبحث عن حل آخر". واستطرد صبيح "الجامعة على اتصال مستمر مع السلطة الفلسطينية، حيث تلقى الأمين العام عمرو موسى اتصالا من رئيس دائرة التفاوض في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، تم خلاله إطلاع الجامعة العربية على آخر المستجدات". وأوضح أن المفاوضات ستركز على 5 قضايا أساسية، تبدأ بقضية الحدود، وهى التي ستحدد بشكل قاطع شكل الدولة الفلسطينية. من جهة أخرى، قررت الشرطة الإسرائيلية رفع حالة التأهب في صفوفها تحسبا لوقوع عمليات ضد أهداف إسرائيلية بمناسبة انعقاد جولة شرم الشيخ اليوم. وكانت عمليتا إطلاق نار ضد أهداف إسرائيلية قد نفذت خلال الجولة الأولى، التي استضافتها واشنطن مطلع الشهر الجاري، فيما تخشى الشرطة الإسرائيلية ايضا احتجاجات قد ينفذها اليمين الإسرائيلي ضد المفاوضات.