افتتح الأحد المنصرم في المتحف الوطني بدمشق، معرض بعنوان "صوان". موضوع المعرض هو الصناعات الحجرية في حوضة تدمر، وتُعرض فيه مكتشفات صوانية من موقع "أم التلال" الذي يعود إلى العصور الحجرية. وهذه المكتشفات هي نتيجة عمل البعثة السورية الفرنسية للتنقيب عن الآثار. حضر الافتتاح وزير الثقافة السوري الدكتور رياض نعسان آغا، الذي قال: "الحضارة السورية تقدم للعالم كل يوم اكتشافات مدهشة تجعلنا أكثر تمسكاً بدور سوريا الحضاري"، مشيداً بالتعاون السوري الفرنسي في مجال الاكتشافات. بدوره، أعرب السفير الفرنسي في دمشق إيريك شوفالييه عن تقديره للجهود التي بذلت من أجل هذا المعرض، قائلاً "هذا المعرض له رمزية كبيرة وهامة جداً، لأنه أحد أشكال التعاون الذي بدأ منذ عشرين عاماً بين حكومتي البلدين". أما المدير العام للآثار والمتاحف، الدكتور بسام جاموس، فأوضح أن المعرض "خلاصة للمكتشفات الأثرية الحديثة التي تم العثور عليها في حوض البادية التدمرية التي سكنها الإنسان منتصب القامة منذ عصور ما قبل التاريخ قبل مليون و300 ألف عام، فمواقع (الكوم، أم التلال، الندوبة، والجرف العجيلي) قدمت أدوات تتألف من فؤوس صوانية، ومكاشط، عرفتنا على نمطية الأدوات التي تحمل ميزات ودلالات، وتؤكد حضارة المليون عام في سوريا". واستطرد: هذه المكتشفات تسهم في تقديم معلومات جديدة للباحثين والمختصين والطلبة حول التطور الفكري للإنسان القديم، حيث لم يكتف بتصنيعها للدفاع عن النفس، وممارسة الصيد لتأمين احتياجاته اليومية، وإنما أعطاها حيزاً جمالياً متميزاً. وأشار المدير العام للآثار إلى أنه تم العثور على جزء من جمجمة لإنسان أثارت اهتمام العلماء، مما يدفع للبحث عن حضارة هذا الإنسان، وتطوره، ولغته، وعلاقته بتطور الأنسنة والإنسان الحالي. من جانبها، قالت مديرة المتحف الوطني، مديرة الجانب السوري في البعثة السورية الفرنسية الدائمة في "أم التلال"، الدكتورة هبة السخل: إن المسوحات الأثرية والتنقيبات في سوريا أكدت أن استيطان الإنسان في كل أنحاء سوريا كان متواصلاً. وقالت إن المعرض هام جداً لمادة الصوان، ولفترات ما قبل التاريخ، فمادة الصوان غير معروفة في سوريا بشكل كبير، وخصوصاً للطلاب الدارسين في كليات الآثار والمتاحف، والمعرض يعطي فكرة عن هذه المادة وتطورها بشروحات بسيطة لجمهور عام، وليس لجمهور مختص.