عاندت كأس دوري الأبطال الآسيوي بنسخته الجديدة الهلال، واستمرت في التمرد عليه منذ 15 سنة، حينما تعثر أمس بالتعادل السلبي أمام ضيفه ويسترن سيدني الأسترالي في إياب نهائي المسابقة، الذي استضافه استاد الملك فهد الدولي أمس. وكان الهلال خسر ذهابا في سيدني السبت قبل الماضي (صفر/1) لتذهب الكأس لصالح الفريق الأسترالي. وفشل الهلال في ترجمة الفرص الكثيرة والهائلة التي سنحت له أمام المرمى الأسترالي على مدى دقائق المباراة التي مرت عصيبة على الجمهور، وخيب آمال جماهيره التي ملأت جنبات الاستاد، في حين نجح الحارس الأسترالي في التألق والتصدي لأغلب الهجمات الهلالية. وكان الهلال قد حفز لاعبيه بمبالغ كبيرة لتحقيق لقب طال انتظاره، لكنه استمر "عصيا" و"عصيبا" على الفريق الذي تمنى التأهل لمونديال أندية العالم (العالمية) دون أن يطاله.لم تمض أول 5 دقائق حتى بان مدى الضغط الكبير الذي يعانيه لاعبو الهلال، فارتكبوا عدة أخطاء في التمرير، لكنها لم تشكل خطورة تذكر على مرمى عبدالله السديري، وسرعان ما تسلموا زمام مجريات الشوط الأول بالكامل. وكانت الدقيقة 18 تشهد الهدف الأول من كرة وجد المدافع البرازيلي روريجو نفسه معها أمام المرمى من عرضية لنيفيز، غير أنها مرت من أمامه دون تحويلها إلى المرمى. وكثرت التسديدات الهلالية، وخصوصاً من نواف العابد ونيفيز، لم تجد طريقها للمرمى. وفوّت نيفيز فرصتين حقيقيتين، الأولى من رأسية قرب خط ستة ياردات، والثانية من عرضية لم يتمكن من تحويلها إلى المرمى قبل أن يتدخل الحارس والدفاع الأسترالي لإبعادها. وفي الدقيقة الأخيرة من عمر الشوط الأول، تعرض لاعب الوسط نواف العابد لإعاقة داخل خط ال18، لكن حكم المباراة فضل استمرار اللعب ولم يتخذ أي قرار، وسط احتجاجات جماهيرية وإدارية وفنية ومن لاعبي الفريق. في المقابل أحسن الأستراليون التكتل الدفاعي، واستثمروا بعض الكرات المقطوعة من لاعبي الهلال نتيجة أخطاء التمرير، كما أنهم لم يهددوا مرمى عبدالله السديري بأي كرة خطرة طوال دقائق شوط المباراة الأول. ومنذ بداية الشوط الثاني تكرر السيناريو ذاته بمحاولة هلالية تلو أخرى، منها انفرادة لسلمان الفرج، وأخرى طالب حكم المباراة باحتساب ركلة جزاء إثر احتكاكه بحارس المرمى. وزج الهلال بقائده ياسر القحطاني بديلاً عن سعود كريري في محاولة لزيادة الفاعلية الهجومية، ولم تمض 5 دقائق حتى أهدر القحطاني كرة انفرادية أمام المرمى الأسترالي سددها باليسرى برعونة عند الدقيقة 61. وعاد الشمراني والقحطاني مجددا وأهدرا فرصتين متتاليتين 68 و74، ومع تبقي ربع ساعة خرج نيفيز ودخل محمد الشلهوب، فأعاد سيناريو القحطاني مهدرا فرصتين مواتيتين. وأمام سيل الهجوم الهلالي الذي لم ينقطع، كادت بعض الأخطاء الدفاعية أن تهدي الإستراليين هدفا قاتلا. وشهدت الدقائق الأخيرة أيضاً عدة فرص حقيقية غاب عنها التوفيق.