تقدم دار سوذبيز للمزادات، الاثنين المقبل، في الدوحة 13 فنانا يشاركون للمرة الأولى بمزاد فني في منطقة الشرق الأوسط، وتتراوح التقديرات الأولية لما قبل البيع التي سيطرحها المزاد ما بين 10000 إلى 1000000 دولار، ويشمل المعرض أعمالا فنية لفنانين من المملكة العربية السعودية وقطر وإيران والعراق وسورية ولبنان ومصر والجزائر والمغرب وتونس وفلسطين، تطرح في المزاد الفني إلى جانب تحف وأعمال فنية لفنانين عالميين من الولاياتالمتحدة الأميركية والمملكة المتحدة. وسيضم المزاد ثمانية أعمال فنية لفنانين شرق أوسطيين لم تعرض أعمالهم في مزاد فني في المنطقة من قبل بالإضافة إلى خمسة فنانين عالميين تحضر أعمالهم للمرة الأولى في مزاد في الشرق الأوسط. وتشمل قائمة الفنانين المشاركين، ستيرلنج روبي وترايسي امين ولورانس واينر وآرون يونج ولوسيان سميث إلى جانب أسماء لامعة مثل منير فارمانفارمايان ونجا مهداوي وداميان هيرست وانيش كابور وقالت المديرة والمختصة بالأعمال الفنية العالمية المعاصرة في دار سوذبيز لينا لازارفي بيان: "يعكس مزاد الدوحة للفنون المعاصرة هذا العام، تنوع الأساليب الفنية التي ينتهجها الفنانون الشرق أوسطيين في الوقت الحاضر، ويتجلى ذلك من خلال عرض مجموعة من القطع الفنية الجذابة والمرغوب بها، إلى جانب قطع فنية بتوقيع فنانين معروفين عالميا. ويجسد معرض ما قبل المزاد مثالا رائعا لفتح قنوات الحوار بين الشرق والغرب. ويمثل كل عمل يتم طرحه في المزاد أعلى المعايير ويحاكي توقعات عملائنا في الشرق الأوسط والعالم، كما يجسد تصورا لمستقبل المشهد الفني النابض بالحياة في المنطقة والعالم". من الأعمال المعاصرة بالمزاد عمل الفنان راشد الشعشعي الذي يتناول السطحية وافتقار الروحية لدى الجنس البشري، التي تتجلى بشكل واضح في أعماله، ويذكرنا عمله "أبواب الجنة" بشبابيك الكاتدرائيات القديمة الملونة، وتقدر قيمته ما بين 60000 إلى 80000 دولار وعند التدقيق بالعمل عن قرب نرى أنه لا يتناول الجوانب الروحية فقط بل يتعداها إلى الأمور الدنيوية اليومية. وفي معرض حديثه عن "أبواب الجنة" قال الشعشعي: "تتكون هذه السلسلة من مجموعة من السلال وجرار حفظ الطعام والمصافي المصنوعة من مواد حديثة مزخرفة، مع الإضاءة من الخلف ومثبتة على خلفية من الألمنيوم، والهدف من هذه السلسلة هو توضيح وانتقاد الجوانب الخاطئة وغير الأخلاقية من الممارسات الاجتماعية لدينا". وتضم مجموعة الفنانين المشاركين في المزاد، محمد السليم - رحمه الله - أحد رواد الفن المعاصر الذين أسهموا في نمو وتطور الفن السعودي. وتمثل لوحته المشهورة "بدون عنوان" انصهارا لأسلوب الفن التجريدي، حيث مازج الفنان بشكل فعال بين اثنين من الأساليب الفنية المتعارضة ظاهريا، وتقدر قيمة اللوحة ما بين 130000 إلى 180000 دولار. وخلال عقد الثمانينات برز السليم كواحد من أهم الفنانين التجريديين بين أبناء جيله، ومن رواد الفن في منطقة الخليج. وفي أعقاب حرب الخليج اتجه إلى استحضار واستخدام الأشكال الهندسية والألوان النقية في لوحاته وأعماله الفنية. ومن الفنانين المشاركين التونسي نجا مهداوي الذي استوحى أسلوبه من أنماط فن الخط الكوفي وأشكال الحروف والفنون والحرف العربية، وقد أثبت مهداوي جدارته وعزز مكانته كمستكشف للرموز، وعرف عنه كونه "قائد الحروف الراقصة". وألهم تفسيره المجرد لأشكال الحروف العديد من فناني عصره، ولفت الانتباه إلى أعماله من الشرق والغرب. ويؤكد مهداوي على التأثير البصري للوحاته، التي يشير إليها كأيقونة الكتابة الجميلة. وتركز أعماله على تكوين وانحناء الحروف والأشكال بدلا عن وصف النص الفعلي، مع التأكيد على أشكال وخطوط كل رمز من رموز اللغة العربية، هذا التجاهل يخلق تكوينا إيقاعيا جديدا يمكن وصفه بالألحان البصرية والحروف الراقصة التي تتناغم وتتجانس على شكل صفوف من النقوش الصغيرة والتشكيلات الإيقاعية المذهلة، "اختلج"، هي رائعته الفنية التي أنتجها خلال الأعوام من 1995 و2013 ويقدر ثمنها ما بين 300000 إلى 400000 دولار. يشار إلى أن مزاد دار سوذبيز للفنون المعاصرة في الدوحة شهد العام الماضي إقبالا كبيرا من المزايدين من أنحاء العالم، وحقق أعلى عائدات على بيع قطع الفن المعاصر في الشرق الأوسط، حيث سجل 9 فنانين أرقاما قياسية للوحاتهم الفنية بما في ذلك أعلى سعر لعمل فني يحققه فنان عربي على قيد الحياة.