تجاوزت قيمة الأعمال الفنية المعاصرة في العرض المحدد ل16 عملا فنيا لأبرز الفنانين المعاصرين من أوروبا وأمريكا ومنهم"أندي وارهول، وغير هارد ريختر، وفرنسيس بيكون وجان ميشال باسكيلات"، 110 ملايين دولار، عرضت في كتارا الدوحة يومي الأحد والاثنين الماضيين،قبل انتقالها في 13 نوفمبر، إلى نيويورك في مزاد عالمي تنظمه دار المزادات "سوذبير". مديرة سوذبير في قطر آلاء سالم قالت ل" الوطن" : إن المعرض ضم عدداً من اللوحات الاستثنائية من إبداعات القرن العشرين ضمن مجموعة سيدني ودورثي كول، اللذين بدآ بجمعها مطلع سبعينيات القرن الماضي وتشمل أعمالا لعمالقة الحركة التعبيرية التجريدية الأمريكية. وأضافت سالم : تصدّر قائمة الأعمال الفنية في المعرض لوحة الفنان غيرهارد ريختر الصورة المجرّدة وقيمتها التقديرية تتجاوز 16 مليون دولار، والتي تُعد أجمل ما أبدع ريختر من اللوحات التجريدية والتي تشارك للمرة الأولى في مزاد علني. ورسمت هذه اللوحة في العام 1990، في لحظات دقيقة من مسيرة غيرهارد المهنية، لتلخص براعته في الفن التجريدي. يُذكر أن لوحة الصورة التجريدية سجلت في مزاد 12 أكتوبر في سوذبيز في لندن رقماً قياسياً على مستوى لوحات غيرهارد ريختر، حيث بيعت مقابل 34.2 مليون دولار، ويتجلى الإبداع في لوحات الصورة المجرّدة من خلال مدى العمق الفني والوقت والجهد المبذولين، حيث اتبع ريختر أسلوب "فرصة" لإنتاج فوضى مدروسة ورائعة للون والتركيب. أما لوحة مشهد "صراخ البابا" إحدى أبرز لوحات سلسلة فرنسيس بيكون، ويتحد في الصورة مع ظلال الألوان البائسة لحقبة الحرب العالمية الثانية في انعكاس واضح لمحاولة للنزعة الإنسانية ومحاولة تجسيد سنوات الخوف التي عاشتها البشرية خلال تلك الفترة. ورسمت هذه الصورة في عام 1954، ويُعتقد أنها على صلة وثيقة بلوحة فرنسيس "البابا إنوسنت إكس" والتي تقبع الآن في مركز "ديس مونيز" الفني في ولاية أيوا الأمريكية، يُشار إلى أن اللوحة التي لا تحمل اسماً ضمن سلسلة "البابا" بقيت ضمن نفس المجموعة الفنية الخاصة منذ عام 1975 في مزاد سوذبيز لندن. ويضم المعرض خمس لوحات لأسطورة فن البوب الأمريكي أندي وارهول وتتضمن لوحة "القبلة" التي تعود إلى 1963م، وهو توظيف تقنية الحرير لأول مرة وتعد نقطة تحول في مسيرته الفنية وتصل قيمتها 6.5 ملايين دولار، ومن بين الأعمال الفنية التي تضمها هذه المجموعة لوحة فرانز كلين المرسومة عام 1956 على الكنفا "شيناندوه" والتي تعكس روح أعمال كلين والعبقرية والقوة حيث غدت بمثابة أيقونة لوحات الحركة، وتصل قيمتها 8.5 ملايين دولار، ويتألف هذا العمل المتناغم من خليط كثيف من المساحات والفضاءات المتداخلة والمتصارعة، الأمر الذي يظهر جلياً في تقنية استخدام اللونين الأبيض والأسود، إضافةً إلى الطبقات القاسية من الأسود الذهبي، الأمر الذي مثّل خروجاً عن أسلوب اللون الأحادي الذي كان أسيره في بداية خمسينيات القرن الماضي. كما يتضمّن المعرض لوحة أخرى للفنانة جوان ميتشيل تعود للعام 1957، وهذه اللوحة تُعد بمثابة جوهر محكم وصورة متقنة للتيار العام للفن الانطباعي التجريدي في الخمسينيات. ويستحضر الاستخدام العنيف للألوان حيوية الفوضى التي تحلت بها لوحات جاكسون بولوك وقوة التقسيمات المساحية لنماذج لوحات مارك روثوك من حيث كثافتها، وانطلاقها وفضاءاتها المكانية، وتصل قيمتها 8 ملايين دولار.