أعلنت دار «سوذبيز» عن عزمها عرض أربع لوحات تعود للفنان المصري محمود سعيد (1897 – 1964)، في مزادها «الأعمال الفنية العربية والفارسية الحديثة والمعاصرة»، والمقرر عقده في 20 تشرين الأول (أكتوبر) 2010. وذلك عقب الأرقام اللافتة التي حققتها لوحاته في مزاد سابق جرى تنظيمه مطلع العام الحالي. يُذكر أن هذه اللوحات تنتمي الى مجموعة الدكتور السيد القيم الفنية، وهي المرة الأولى التي تدخل فيها هذه اللوحات أروقة المزادات منذ أن رسمها الفنان المصري. وفي سياق تعليقها على المزاد، قالت لينا لازار الخبيرة العالمية في قسم الفنون المعاصرة في دار «سوذبيز»: «عُرف عن الفنان الراحل محمود سعيد أنه من رواد الفن المصري المعاصر، ونحن في سوذبيز نفخر بأننا نقدم لسوق المزادات أربع لوحات من أعمال هذا الفنان المتميز دفعة واحدة، والتي استلهم موضوعاتها من أسفاره المتعددة». وقالت داليا إسلام، نائبة مدير قسم فنون الشرق الأوسط في الدار: «تقدم اللوحات المعروضة نظرة متعمقة لمحمود سعيد الفنان والإنسان. وتمنح هذه اللوحات فرصة مواتية لأصحاب المجموعات الفنية لإثراء مجموعاتهم بضم أعمال استثنائية لهامة فنية عالية في سماء الفن المصري المعاصر». وقال القيم في معرض حديثه عن هذه الأعمال المهمة التي ضمتها مجموعة والده الفنية: «تؤكد اللوحات المعروضة في المزاد، والتي أهدى محمود سعيد والدي بعضاً منها، مكانة محمود سعيد الفنية كأحد أبرز الوجوه في ساحة الفن الشرقي المعاصر. ومثّل عرض هذه اللوحات التي تربينا معها وأحببناها على مدار سنوات سابقة، خياراً صعباً، لكني شخصياً أعتقد أن الوقت حان لإخراج هذه التحف الفنية وانتقالها إلى مالك آخر يقدر قيمتها التاريخية والفنية على حد سواء». وتعود اللوحات المعروضة إلى الفترة التي التقى فيها الصديقان القيم وسعيد، ولم يسبق لهذه الأعمال أن عرضت في أي مزاد علني. يُشار إلى ان القيم وسعيد اعتادا السفر سوية إلى كلٍ من مصر وأوروبا ولبنان. وتلخص أعمال سعيد التعقيد بين ما يريده هو كفنان وقِيَم المجتمع الذي عاش بين ظهرانيه، الأمر الذي ظهر جلياً في التناقضات التي يمكن استشفافها في أعماله بدءاً من روعة المناظر الطبيعية وصولاً إلى تجسيد الحسية العالية في لوحات تتناول جسد الإنسان. وعلق الشاعر المعروف وصديق القيم وسعيد أحمد راسم على أعمال سعيد قائلا ً: «ليستطيع المتلقي الاستمتاع بفن سعيد واستشعار السحر الذي ينطوي على تلافيف ريشته، يجب أن يكون ملماً بكل المعطيات الجمالية للفن الشرقي، الذي يعتمد على سكب جرعة مركزة من المشاعر التي تخامر خيال الفنان. ومحمود سعيد كان رمزاً للتعبير عن المشاعر الصادقة التي تخالج الفؤاد، إذ لم يعبأ يوماً بتقديم موقف عقلي مرضي للمتلقي». (أحمد راسم: جريدة دان بنتريه، القاهرة 1943). وهناك لوحة مرسومة بالألوان الزيتية على الكنفا بعنوان «لبنان» تعود إلى عام 1951 أهداها سعيد إلى القيم، وهي اللوحة الثانية التي تجد طريقها إلى أروقة المزادات بعد لوحة سابقة بتوقيع سعيد كان موضوعهما لبنان. وتبلغ أبعاد اللوحة 24×34 سم وتتراوح قيمتها التقديرية بين 50 – 70 ألف جنيه استرليني. كما هناك لوحة «فينسيا» التي أهداها سعيد أيضاً إلى القيم، ويعود تاريخ رسمها إلى العشرينات من القرن الماضي عندما كان سعيد يقوم بجولة في ايطاليا. ويعتقد أن هذه اللوحة هي من بواكير أعمال الفنان الراحل وإحدى عملين فنيين يصوران مدينة أوروبية يتم عرضهما في مزاد علني. وتبلغ أبعاد اللوحة 19×26 سم بقيمة تقديرية تتراوح بين 35 - 45 ألف جنيه استرليني.