اعترف مدير جهاز الأمن القومي في اليمن علي حسن الأحمدي باقتحام مسلحين من جماعة الحوثي منزله الشخصي ونهب محتوياته، بعد قضاء 4 أيام فيه، في إطار سياسة درج عليها المتمردون في اقتحام منازل المسؤولين الحكوميين ومعارضي الجماعة منذ استيلائهم على العاصمة صنعاء الأحد الماضي؛ فيما توعد تنظيم القاعدة الحوثيين ب"قطع رؤوسهم". وأوضح الأحمدي الذي يتولى منصبه منذ نحو عامين، في تصريح رسمي أن الحوثيين لم يتمكنوا من اقتحام مبنى الجهاز، وإن كان اعترف بأنهم يحاصرونه منذ أيام، واستدرك بأن المسلحين اقتحموا منزله وأقاموا فيه أربعة أيام ونهبوا بعض ممتلكاته الشخصية قبل أن يغادروا. في غضون ذلك، اتهم الرئيس عبدربه منصور هادي جماعة الحوثي وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بالتسبب في إسقاط صنعاء، وقال في كلمة له أمام الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء اليمن المقام على هامش اجتماعات الدورة ال69 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك: "الأحداث الأخيرة التي واجهها اليمن، جراء دخول العاصمة صنعاء وقبل ذلك محاصرتها جاء بتحالف وثيق مع القوى التي تضررت وفقدت مصالحها غير المشروعة من بعض أركان النظام السابق". وأضاف "نواجه تحديات مستمرة طرفها الأساس الحوثيون، بدءاً من دماج إلى عمران فصنعاء، ونحن في جهود احتواء فتيل أزمات متلاحقة، وقد تكالبت قوى خارجية وداخلية لإشعالها وتأجيجها لإسقاط تجربة اليمن في الانتقال السلمي"، داعياً الحوثيين إلى "احترام ما تعهدوا به، وإلى السعي لتحقيق أهدافهم عبر العمل السياسي فقط، لا عبر العنف واستخدام السلاح، وإيقاف أعمال العنف ورفع كافة المظاهر المسلحة، واحترام مدنية العاصمة وحضاريتها والخروج من كافة المؤسسات الرسمية والمدنية". في غضون ذلك، أعلن تنظيم القاعدة أنه استهدف أطقماً عسكرية تابعة لجماعة الحوثي أول من أمس بالعاصمة صنعاء، وأشار في بيان إلى أن بعض مقاتليه "فجروا عبوة ناسفة استهدفت 3 أطقم عسكرية ذات دفع رباعي، على متنها مقاتلون أثناء مرورها بجوار مدرسة الأقصى بصنعاء، وأن عدداً من المسلحين سقط بين قتيل وجريح". وكان التنظيم توعد في بيان له الحوثيين بحرب لا طاقة لهم بها، داعياً أهل السنة إلى حمل السلاح، وتوعدهم ب"جعل رؤوسهم تتطاير"، متهماً إياهم بالسعي "لاستكمال المشروع الرافضي الفارسي في اليمن"، ودعا جميع اليمنيين إلى حمل السلاح. وعد التنظيم أن "كثيراً من المحسوبين على أهل السنة والعلم والفتوى كان لهم أثر كبير في تنامي أعضاء الجماعة الحوثية، وذلك بغض الطرف عنهم والسكوت عن جرائمهم التي اقترفوها في صعدة وغيرها، وبالدفاع عنهم بعد الثورة بدعوى أنهم جزء من الشعب". في غضون ذلك، نددت واشنطن بما يقوم به المتمردون الحوثيون في اليمن. وقال البيت الأبيض في بيان إن كبيرة مستشاري أوباما المكلفة بمكافحة الإرهاب، ليزا موناكو عرضت على الرئيس عبدربه منصور هادي دعم الولاياتالمتحدة، خصوصاً أن حكومته تتعرض "لإخفاقات" في عملية الانتقال السياسي. وأضاف البيان أن موناكو كررت إدانة بلادها الشديدة "للحركة الحوثية ولأحزاب أخرى تستخدم العنف لعرقلة الانتقال السلمي في اليمن وتهديد استقرار البلاد". مؤكدة أن واشنطن ستفرض عقوبات على جميع الأفراد الذين يهددون السلم والأمن في اليمن. وكررت ختاماً أن واشنطن وحكومة الرئيس هادي ستواصلان العمل معا للتصدي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.