ما إن فرغ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، من توجيه اتهاماته وللمرة الثالثة على التوالي لإيران، بدعمها ما وصفه ب"الفوضى" في بلاده، حتى دخلت واشنطن على الخط، ونقلت على لسان لينزا موناكو، مساعدة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، للرئيس، غضب بلادها من حشود الحوثي، المتواصلة. وأكدت الولاياتالمتحدة الأميركية وقوفها بحزم مع الحكومة اليمنية لمواجهة التحديات التي تواجه التقدم في العملية الانتقالية السلمية الجارية باليمن. وأوضحت واشنطن في بيان أصدره مجلس الأمن القومي الأميركي وأوردته وكالة الأنباء اليمنية أمس أن زيارة مساعدة الرئيس لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب ليزا موناكو إلى اليمن حاليًا تأتي لتأكيد دعم الولاياتالمتحدة الدائم للرئيس عبدربه منصور هادي والشعب اليمني في سعيهم من أجل السلام والاستقرار والازدهار من خلال عملية الانتقال السياسي التاريخي، وعملية الإصلاح الاقتصادي الذي تشهده اليمن. وأفاد البيان أن زيارة ليزا موناكو تمثل فرصة لإعادة التأكيد على الشراكة القوية بين الولاياتالمتحدة واليمن لمواجهة التهديد المشترك لتنظيم القاعدة الإرهابي في شبه الجزيرة العربية. يأتي ذلك، فيما صعدت جماعة الحوثي من استفزازها للسلطات اليمنية والرئيس عبدربه منصور هادي وواصلت تحديها للحكومة بعد أن بدأت أمس بتنفيذ المرحلة الثالثة من خطتها الرامية إلى إسقاط العاصمة صنعاء بقطع طريق المطار الواقع بالقرب من وزارة الداخلية وعدد آخر من الوزارات والهيئات الحكومية، بالإضافة إلى قطع الطريق الذي يربط العاصمة بمناطق عدة، غرباً وجنوباً. وبدأت جماعة الحوثيين صباح أمس باستحداث خيام اعتصام جديدة بالقرب من وزارات الداخلية، الكهرباء، والاتصالات ومبنى التلفزيون، وذلك بعد دقائق من مهرجان أقامته اللجنة التنظيمية للجماعة في الشارع المؤدي إلى مطار صنعاء الدولي، مما أدى إلى قطع الشارع بشكل كامل وشل حركة السير فيه، مما يعني أن شارع المطار سيكون ساحة اعتصام جديدة. وأجبر المعتصمون موظفي وزارتي الاتصالات والكهرباء على مغادرة مقار أعمالهم بعدما نادوا الموظفين عبر مكبرات الصوت بمغادرة المقار قبل أن تتم محاصرتهم بالخيام، مما دفع الموظفين للخروج والمغادرة. ونشرت قوات الأمن عدداً من الآليات العسكرية في محيط المنطقة. وفي المخطط ذاته قطع الحوثيون الطريق الذي يربط العاصمة صنعاء بمدن الجنوب، حيث تم فرض اعتصام مسلح في منطقة حزيز، الذي يربط العاصمة بمحافظات ذمار، إب، تعز، الضالع وعدن، كما قام الحوثيون بالفعل نفسه في منطقة "الصُباحة"، غرب العاصمة، مما تسبب في حركة مرورية خانقة قبل أن يسمح المسلحون للسيارات بالمرور. وتمكنت قوات مكافحة الشغب في العاصمة اليمنية صنعاء من تفريق حشود جماعة الحوثي التي تجمعت أمس في طريق مطار صنعاء الدولي، مستخدمة خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد محمد القاعدي، إن قوات مكافحة الشغب وجهت نداءات عبر مكبرات الصوت للمعتصمين بفتح طريق المطار ورفع خيامهم من خط المطار، إلا أنهم لم يستجيبوا، مشيراً إلى أن الأمن قام بواجبه في حماية أمن المواطنين وفتح الطرقات أمامهم ورفع الخيام دون حدوث أية إصابات وسط الجنود أو المعتصمين. ودعا القاعدي المعتصمين إلى التجمع في أماكن بعيدة عن الشوارع الرئيسة بما لا يلحق أي ضرر على المصالح العامة والخاصة، كما شدد على حرص وزارة الداخلية وأجهزتها المختلفة على الحفاظ على حياة الناس وأمنهم وسلامتهم. ويضغط الحوثيون على السلطة للاستجابة إلى مطالبهم المتمثلة برفع الدعم عن أسعار المشتقات النفطية وتشكيل حكومة جديدة، وهي مطالب مبادرة أقرها اجتماع موسع، وتلبي كثيرا من مطالب الحوثيين منها إقالة الحكومة وتخفيض قرار رفع الدعم عن المشتقات، لكن تلك المبادرة قوبلت برفض الحوثيين وقالوا إنها عبارة عن التفاف على مطالب الشعب.