سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حلف "حزب الله" يهدد التوازن السياسي ب"الانقضاض" على الدستور المستقبل: تيار عون يقود مغامرة "متهورة".. واستياء رسمي من الخطوة اشتداد المعارك في القلمون.. و15 قتيلا لحزب الله في فليطا
في خطوة غير محسوبة النتائج، تقدّم النائب إبراهيم كنعان باسم تكتّل التغيير والإصلاح الذي يرأسه مرشح حزب الله لرئاسة الجمهورية النائب ميشال عون، باقتراح قانون موقّع من عشرة نواب من التكتّل، يقضي بتعديل الدستور لانتخاب رئيس للجمهورية من قبل الشعب. هذا الاقتراح سبق أن طرحه عون منذ شهرين إثر فشل مجلس النواب اللبناني في جلسته السابعة من انتخاب رئيس للجمهورية بسبب تغيب نوابه ونواب الحزب، وهو الأسلوب المتبع حتى الآن، لإبقاء الشغور في منصب رئيس الجمهورية، والضغط باتجاه قبول الفرقاء اللبنانيين الآخرين بهذا الطرح. وكان عون الطامح إلى الوصول للرئاسة بأي ثمن نسق طرح اقتراحه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي يسعى إلى جلسات تشريعية مخالفة للدستور من دون الدعوة إلى جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس، كما تنص المواد القانونية. ويتضح من قيام عون بهذه الخطوة أنه يعتبرها فرصة حقيقية له للوصول إلى بعبدا، وذلك على قاعدة ما تصفه أوساطه بأنه المرشح الأكثر شعبية، مما يؤهله لإيصال أكبر كتلة نيابية إلى البرلمان. وقد حذرت مصادر سياسية من مخاطر هذا الطرح على التوازن السياسي والطائفي الهش الذي يعيشه لبنان، مشيرةً إلى أن مثل هذا الاقتراح، يشكل في حيثياته ضرباً للميثاق الوطني وللدستور، ويؤسس للدستور الجديد، الذي يخشى منه الوسط المسيحي، وهو ما يطرحه حزب الله في إطار "المثالثة" بين السنة والشيعة والمسيحيين، بدلاً من المناصفة بين المسلمين والمسيحيين التي كرسها اتفاق الطائف. أول ردة فعل على الاقتراح جاءت من قبل منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد الذي اعتبر "خطوة نواب التيار الوطني الحر متهورة وتنطوي على مغامرة قد تكون غير محسومة والتعديل يعني أن من تقدم به يدرك تماماً ما هي"، وأكد التمسك بالسير بترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للرئاسة"، مستدركا "لكن فرقاء 14 آذار وجعجع أكدوا الاستعداد لبحث خيارات أخرى". وأمس اجتمع مجلس الوزراء اللبناني برئاسة تمام سلام وأبدى استياءه من بيان صدر عن تكتل "التغيير والإصلاح"، مقروناً بتلميحات وزير الخارجية جبران باسيل لما أسماه "داعشية سياسية" ضد التيار. من جهة ثانية، تتجه هيئة العلماء المسلمين لتعليق مبادرة الهيئة في موضوع الجنود اللبنانيين المحتجزين لدى المسلحين السوريين في جرود عرسال، إفساحا في المجال لمبادرة دولية دخلت على الخط، وأوضحت مصادر أن "الهيئة لم تتوقف منذ التهدئة عن إرسال مندوبين للتفاوض مع الوسطاء، الذين يتواصلون بدورهم مع التنظيمات التي تحتجز العسكريين". وأوقفت مخابرات الجيش اللبناني سوريين اثنين في ساحة شتورا في البقاع، يشتبه بأنهما كانا على علاقة بالمسلحين الذين قاتلوا الجيش اللبناني في أحداث عرسال. وفي جرود القلمون ارتفعت حدّة الاشتباكات في المناطق المقابلة لجرود السلسلة الشرقيةللبنان، حيث وجه المقاتلون السوريون ضربة موجعة لحزب الله سقط فيها 15 قتيلا له في فليطا. ويتردد على لسان مقاتلين في حزب الله في بلدات البقاع أن الحزب مقدم على صعوبات كبيرة في معارك القلمون، لاسيما أن الشتاء على الأبواب، وسيكون من الصعوبة حسم المعارك لصالحه في الجرود. وفي الجنوب فيما لم يحرك حزب الله ساكناً، نفذت قوة مشاة إسرائيلية مدعمة بسيارة "هامر" مصفحة، عملية تمشيط من محور مرتفعات الوزاني وامتدادا حتى الأطراف الغربية لبلدة الغجر المحتلة، في ظل تحليق طائرة استطلاع من دون طيار في أجواء العباسية ومزارع شبعا المحتلة.