وسط أجواء التخبط النيابي على مستوى الاستحقاق الرئاسي، من المنتظر أن يطلق رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال سليمان، مواقف مهمة اليوم لدى استقباله السفراء اللبنانيين، الذين يشاركون في مؤتمر "الدبلوماسية الفاعلة"، في وقت عدّت فيه مصادر قوى "14 آذار" أنها مستمرة في الاتصالات لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، ومستمرة في التمسك بمرشحها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، عادة أن موقفها في الجلسة الثانية، التي لم يكتمل نصابها أول من أمس، فضح نوايا حزب الله المبيتة تجاه خطته المحكمة لإبقاء منصب الرئاسة شاغرا، وعدم حصول الانتخابات الرئاسية، وهو من أجل ذلك حسب رأيها يدفع تجاه حليفه رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون إلى نسج حوار مع تيار المستقبل لتمييع الانتخابات الدستورية، ووضع العراقيل أمام انتخاب الرئيس المقبل للبنان. من ناحية ثانية، عادت عرسال البلدة المتاخمة لمنطقة القلمون السورية إلى الواجهة مرة أخرى، لا سيما مع التطورات التي تحدث في قرى حدودية سورية؛ نتيجة العمليات العسكرية الناجحة التي يقوم بها عناصر المعارضة السورية في الجيش الحر والفصائل الأخرى المقاتلة ضد تجمعات قوات الأسد وحزب الله ودورياتهم في المنطقة. وفي هذا السياق، شهدت عرسال أول من أمس، اشتباكا بين دورية للجيش اللبناني كانت تقوم بملاحقة مجموعة مسلحة مشتبه فيها في جرودة منطقة عرسال الواسعة، وتحديدا بمنطقة الرهوية التي تمثل مقرا يحوي عددا من السيارات المسروقة والمفخخة، وفوجئت الدورية بعشرات المسلحين من جبهة النصرة، الذين أطلقوا النار باتجاهها، ودارت اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن إصابة 16، بينهم 3 إصابات بليغة استدعت إجراء عمليات جراحية. من جهة أخرى، شيع حزب الله أمس، في مدينة النبطية، قائد سرية مشاة في الحزب، يدعى عباس سمير طقش الملقب ب"أبو الفضل"، إذ جاء في بيان النعي أن "طقش قتل في سورية أثناء قيامه بالقتال"، فيما أشارت مصادر إلى أن عدد قتلى حزب الله تجاوز عدة آلاف منذ بدء مشاركته في النزاع السوري. إلى ذلك، أعلنت قيادة الجيش اللبناني أن قوة منها أوقفت في منطقة الضاحية الجنوبية، "كلا من المدعو محمد مظلوم وولديه علي وحسن، حيث ضبط في منزل الأخير عتاد عسكري، كما أوقفت محمد سعيد وهبي وسالم أحمد إسماعيل، وقد عثر داخل منزل المدعو وهبي على بعض الذخائر وعتاد عسكري، والمطلوب توقيفهم بموجب عدة وثائق لإقدامهم بتواريخ سابقة على إطلاق النار"، لافتة إلى بدء إجراء التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص".