قالت مصادر من تيار المستقبل ل" الوطن" إن رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري غادر إلى جدة أمس، لإجراء مشاورات مع القيادة في المملكة العربية السعودية، حيث أفاد مكتبه الإعلامي أن الزيارة تتصل بالعمل الجاري على وضع الهبة التي قررها خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز للجيش اللبناني والقوى الأمنية موضع التنفيذ، وأشارت المصادر إلى أن الزيارة ستكون قصيرة وهو عائد قريبا إلى لبنان. وأكدت المصادر أن "عودة الحريري لبيروت تمثل انتصارا لخط الاعتدال، وأنها جرت بقرار ذاتي لا بإملاء من أحد وهو الذي اضطر للمغادرة منذ ثلاث سنوات نتيجة تهديدات جدية له وهي عودة ناتجة عن شعور بالمسؤولية في هذا الظرف بالذات لترسيخ خط الاعتدال ومواجهة التطرف والإرهاب من أي جهة جاء. وشددت على أن عودة الحريري كانت أيضا من أجل وقوفه إلى جانب "أهل عرسال ضد الظلم الذي مارسه المحور السوري-الإيراني بحقهم، وضد جرائم القتل والتدمير التي مارستها الجماعات الإرهابية، لافتة إلى أن المواجهة أكدت "انتصار عرسال على حزب الله وإحباط رهانات الإرهابيين بالسيطرة عليها، وانتماءها لخط الاعتدال". ولفتت إلى أنه بعودة الحريري انحلت أزمة دار الفتوى التي استطاعت آلة التضليل الإيراني-السوري اختراقها لغرض إحداث شرخ وتناحر كبيرين في صفوف أهل السنة. وتمكن الرئيس الحريري، من إطفاء نار الفتنة، وإخراج دار الفتوى من حلقتها المفرغة. من ناحية ثانية، قام قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي بزيارة مفاجئة أمس، إلى مركز قيادة اللواء الثامن في اللبوة بالبقاع الشمالي على متن طوافة للجيش اللبناني وسط إجراءات أمنية مشددة على طريق البزالية اللبوة، كما تفقد الوحدات العسكرية في عرسال، واطمأن "قهوجي" على القوات الموجودة خاصة فيما يتعلق باستعدادها القتالي. في غضون ذلك، علمت" الوطن" أن إحدى الجهات الخاطفة للعسكريين في أحداث عرسال لديها جثة لقتيل من الجيش كان قد اعتبر في عداد المفقودين، وأفيد أن عدد العسكريين المختطفين في أحداث عرسال بلغ 16 عسكريا بينهم سبعة لدى "داعش" وتسعة اختطفتهم جبهة النصرة وفي إطار مساعي هيئة العلماء المسلمين للإفراج عن العسكريين اللبنانيين المخطتفين، زار أمس وفد من الهيئة رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام وسلمه لائحة بمطالب المسلحين، خاطفي الجنود والعسكريين. وعلم أن من أبرز مطالب المسلحين إطلاق عدد من المسجونين في سجن رومية، وامتناع الأجهزة الأمنية عن توقيف السوريين الذين لا يملكون أوراقاً ثبوتية، وعدم تطبيب السوريين المصابين في مستشفى "الأمل" في بعلبك لأنهم برأيهم عرضة للخطر، إضافة إلى وقف التدابير الأمنية المشددة في محيط مخيمات النازحين في عدد من المناطق ومنها عرسال وجوارها. وقد عرض الوفد على سلام فيلما مصوراً تضمن 7 جنود من المختطفين.