دفعت الوفاة الأولى لمواطن سعودي يشتبه في إصابته بفيروس إيبولا بعد عودته من سيراليون، والمتوقع أن تظهر نتائج تحاليله المخبرية بعد يومين، السلطات الصحية في المملكة لفرض رقابة صحية مشددة على منطقة مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، وإخضاع القادمين من الخارج للفحص الوقائي، وفق ما صرح به ل"الوطن" ممثل منظمة الصحة العالمية في المملكة الدكتور حسن البشري. يأتي ذلك التطور في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية أمس، أن الفيروس القاتل أصبح يمثل خطرا صحيا على المستوى الدولي، معلنة حالة الطوارئ. وبدأت وزارة الصحة في مجابهة الفيروس عبر تعيينات جديدة في "مكافحة العدوى" بالوزارة، فضلا عن قرار وزيرها عادل فقيه إنشاء "اللجنة الإرشادية والدعم الفني في مجالات الصحة العامة والرعاية الصحية الأولية". في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية أمس، حالة طوارئ صحية دولية بسبب فيروس "إيبولا" الذي أصبح يمثل خطرا صحيا على المستوى العالمي، أصدر وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه قرارا بإنشاء "اللجنة الإرشادية والدعم الفني قي مجالات الصحة العامة والرعاية الصحية الأولية في المملكة"، وتكليف المتخصص في علم الوبائيات، والأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله بن سعيد رئيسا للجنة، ومستشارا للوزير. وأوضح بيان تلقت الوطن نسخه منه أن "مهام اللجنة مراجعة الأهداف الاستراتيجية لتطوير نظم الصحة العامة والرعاية الأولية، واستعراض تجارب الدول التي نجحت في تطبيقها والاستفادة منها". كما أصدر وزير الصحة المكلف قرارا آخر بتعين الدكتور أنيس سندي نائبا لرئيس "مركز القيادة والتحكم" والخاص بمكافحة الأمراض المعدية، وجاء في قرار التعيين أن "الوزارة ترغب في تعزيز القدرات الداخلية لها بالكفاءات، مما يمكنها من مواجهة الأمراض الطارئة، وتبني المبادرات التي تطور الخدمات الصحية". من جانبها، أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس، أن وباء "إيبولا" المتفشي في غرب أفريقيا "حدث إستثنائي"، وأصبح يمثل خطرا صحيا على المستوى الدولي، وإن العواقب المحتملة لاستمرار تفشيه خطيرة للغاية، ولا سيما في ظل شراسة الفيروس. وقالت المنظمة في بيان بعد اجتماعات استمرت يومين للجنة الطوارئ التي شكلتها لمواجهة الفيروس إن "التحرك الدولي المنسق يعتبر ضروريا لوقف انتشار المرض على مستوى العالم." وأضافت إنه "يجب على الدول التي انتشر فيها المرض وهي غينيا، وليبيريا، ونيجيريا، وسيراليون أن تعلن حالة طوارئ وطنية، لكن ينبغي ألا يصدر حظر عام لحركة السفر أو التجارة الدولية". وأكد رئيس الأمن الصحي في المنظمة كيجي فوكودا أن "من الممكن وقف انتشار إيبولا إذا اتخذت الإجراءات الصحيحة في التعامل مع المصابين"، مشيرا إلى أنه ليس مرضا غامضا أو فيروسا منتشرا في الهواء، ويمكن احتواؤه. وأعلنت المنظمة أمس، أن عدد قتلى المرض حتى الأربعاء الماضي ارتفع إلى 961، بينما ارتفعت الإصابات إلى 1779. إلى ذلك، كشف الممثل الرسمي لمنظمة الصحة العالمية بالمملكة الدكتور حسن البشري ل"الوطن" أن "المنظمة تقدم الدعم الكامل للمملكة في مواجهه فيروس "إيبولا"، حيث وضع مطار الملك عبدالعزيز تحت المراقبة الصحية الشديدة، إضافة إلى تكثيف الفرق الطبية فيه، وزيادة عدد الأجهزة الخاصة بالكشف على القادمين للمملكة سواء من الزوار أو الحجيج، ووضع أي حالات مشتبه بالعزل الطبي". وأضاف أن "فريق من المنظمة الدولية تأكد من جاهزية وزارة الصحة السعودية لتقديم العلاج المناسب للمصابين، وعدم تسرب المرض لأي مخالطين، كما تم التفاهم على توفير مراكز عالمية لاستقبال عينات من المشتبه في إصابتهم بالمرض، وتحليلها، واحد في أميركا، والآخر في ألمانيا". وأوضح الدكتور البشري أن "المنظمة قدمت بالتعاون مع وزارة الصحة خطة حماية لكل الممارسين الصحيين العاملين بالمستشفيات الخاصة في عزل الوبائيات، وتم الترتيب لزيادة الملابس الواقية والمعقمات اللازمة"، مشيرا إلى أن كافة منافذ المملكة ستخضع للترصد الوبائي، حيث توجد فرق طبية وأجهزة قادرة على كشف الحالات المصابة، وتنظيم واف لعلاج أي إصابات قد تظهر لاحقا. وأوضح الممثل الرسمي لمنظمة الصحة العالمية بالمملكة أن "هناك طريقتان للعزل، حيث تعزل الحالة شديدة الخطورة داخل المستشفيات، أما المشتبه في إصابتهم فيتم متابعتهم في منازلهم. وعن نتائج تحاليل عينات المتوفى الذي يشتبه في إصابته بالفيروس، قال إن العينات تم إرسالها إلي مختبرين دوليين، والنتائج ستظهر خلال يومين. وثمن الدكتور البشري الإجراءات التي اتخدتها إدارة مكافحة العدوى بمستشفى الملك فهد بجدة، والتي ساهمت في حصر وعزل المريض، مؤكدا أن المملكة تستطيع مواجهة أي وبائيات بعد مرورها بتجربة "كورونا".