ما إن تمكنت المملكة من السيطرة على فيروس كورونا، إلا ودخلت في تحد جديد لمواجهة فيروس "إيبولا" بعد اكتشاف أول حالة اشتباه إصابة به. واستيقظت جدة أمس، على نبأ اكتشاف أول حالة اشتباه بالفيروس في مستشفى الملك فهد العام لمواطن قادم من "سيراليون" الموبوءة بالمرض، في وقت اعترف فيه مدير مكافحة العدوى والأمراض الوبائية بالمستشفى الدكتور محمد الغامدي، بافتقاد المملكة لإجراء تحاليل عينات الفيروس، وهو ما دفع لإرسال عينات المريض لمختبرات خارجية، على الرغم من تصريح سابق لنائب وزير الصحة الدكتور منصور الحواسي ذكر فيه أن وزارته اتخذت جميع ما يلزم منذ الإعلان عن أول إصابة ب"إيبولا".
فيما أعلنت وزارة الصحة أمس ظهور أول حالة مشتبه في إصابتها بفيروس "إيبولا" في المملكة، اعترف مدير مكافحة العدوى والأمراض الوبائية بمستشفى الملك فهد العام بجدة بأن التحاليل المخبرية بالمملكة تفتقر لإجراء تحاليل عينات الفيروس. يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه نائب وزير الصحة الدكتور منصور الحواسي في تصريح سابق إلى "الوطن"، أن وزارته اتخذت جميع ما يلزم منذ الإعلان عن أول إصابة ب"إيبولا"، وأنها "سبقت ما هو معمول به في جميع دول العالم". ولم يكد وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه يلتقط أنفاسه بعد المواجهة الشرسة التي خاضها وفريق العمل المساند له في مكافحة فيروس "كورونا"، وظهور بوادر لانحسار المرض، حيث مضى 25 يوما دون الإعلان عن إصابة جديدة، حتى برز تحد جديد للوزير المكلف يتمثل في انتشار وباء "إيبولا" في أفريقيا، والاشتباه بحالة إصابة به في جدة أمس. ويأتي خطر "إيبولا" كون موسم الحج على الأبواب، حيث تستعد المملكة لاستقبال ملايين المسلمين القادمين من شتى بقاع الأرض للمشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج، في مساحة جغرافية صغيرة مقارنة مع أعداد الحجيج. واستيقظت جدة أمس على نبأ الاشتباه بأول حالة مصابة ب"إيبولا" لمواطن عائد من سيراليون، وذكرت مصادر طبية بمستشفى الملك فهد العام بجدة ل"الوطن"، أن "مواطنا في العقد الرابع من عمره أدخل إلى قسم الطوارئ الأحد الماضي، بعد ظهور أعراض إصابته ب"الحمى النزيفية"، واتضح أنه عاد من رحلة عمل بدولة سيراليون خلال شهر رمضان الماضي". وأضافت، أن "التحاليل المخبرية الأولية التي أجريت للمريض كشفت عدم إصابته بحمى الضنك، أو أي من الفيروسات النزيفية التي تشبه حمى الخمرة أو الصفراء، ونتيجة لتشابه الأعراض مع فيروس "إيبولا" الذي ينتشر في سيراليون، اتخذت وزارة الصحة عددا من الاختبارات الإضافية، وتم إرسال عينات إلى أحد المختبرات الدولية المعتمدة للقيام بتحاليل أخرى بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية"، مشيرة إلى أن هناك عددا محدودا من المعامل الدولية المعتمدة للقيام بهذه النوعية من الاختبارات على مستوى العالم. وأوضحت المصادر أن "الحالة تم الكشف عنها من قبل نظام المراقبة التابع لمركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة، بعد أن تجاوز المصاب مركز الفحص الطبي بالمطار، وخالط عائلته لعدة أيام"، مشيرة إلى أن حالة المريض حرجة، وتم عزله في غرفة مهيأة للتعامل مع الحالات المشابهة. من جهته، أوضح مدير مكافحة العدوى والأمراض الوبائية بمستشفى الملك فهد العام بجدة الدكتور محمد الغامدي ل "الوطن"، أن "الحالة لا زالت قيد الاشتباه، ولن يتم إصدار الحكم بإصابتها بفيروس "إيبولا" من عدمه، إلا بعد ورود النتائج النهائية للتحاليل المخبرية". وأضاف أن "فيروس إيبولا من الوبائيات الخطيرة، وتتشابه أعراضه مع حمى الضنك، وحمى الخمرة، وينتقل عن طريق التعرق، والدم، والعلاقة الجنسية، ولم يثبت أنه ينتقل عن طريق الهواء، ويصاب المريض به بنزف دموي يظهر على العين والجلد، ويؤدي المرض إلى فشل كامل في أعضاء الجسم، ويسبب غالبا نقصا في الوعي". وكشف الدكتور الغامدي أن "المشتبه في إصابته لم يتضح منه مخالطته لمصابين في سيراليون، وعوارض المرض تظهر عادة بعد الإصابة بفترة من يومين إلى 20 يوما". واعترف مدير مكافحة العدوى والأمراض الوبائية بمستشفى الملك فهد العام بجدة بأن "التحاليل المخبرية بالمملكة تفتقر لإجراء تحاليل عينات فيروس "إيبولا"، وبين أن الفحص يمكنه أن يثبت صحة إصابة المريض من عدمها خلال أسبوعين، مشيرا إلى صعوبة إحصاء وملاحقة الأشخاص الذين اختلط بهم المشتبه بإصابته في الطائرات، والمطارات. إلى ذلك، حذر مدير عام المختبرات وبنوك الدم بوزارة الصحة السابق، والمستشار الحالي للهيئة العربية لخدمات نقل الدم الدكتور إبراهيم عبد العزيز العمر عبر "الوطن" من دخول فيروس "إيبولا" للمملكة، واصفا الفيروس ب"القاتل"، مشددا على ضرورة إعادة الهيكل التنظيمي للمختبرات بالمملكة، وتجهيز مختبرات عالية من الفئة الرابعة. يذكر أن المملكة اتخذت منذ شهر أبريل الماضي خطوة استباقية بالتوقف عن إصدار تأشيرات العمرة والحج للمسافرين من ثلاث دول أفريقية هي سيراليون، وليبيريا، وغينيا.