أعلن معرض الأعمال الفنية للرخام والسيراميك بمدينة ماستريخت الهولندية أمس عن اختفاء رأس الإمبراطور الروماني سيبتيموس سيفيروس ، والمنحوته من الرخام الطبيعي النادر، من إحدى صالات العرض الكبرى، حيث فوجئ القائمون على المعرض بسرقتها في ظروف غامضة، على الرغم من ضخامة حجمها وثقل وزنها، وتقدر قيمتها مبدئياً ب 23 ألف يورو. وقالت شرطة المدينة إن البحث الأولي لم يسفر عن شيء، والغموض يحيط بعملية الاختفاء، مشيرة إلى أن سرقتها تتطلب وقتاً وجهداً لنقلها من صالة العرض إلى مكان آخر، فيما يجرى التحقيق مع القائمين على المعرض ومع حراس الأمن، وتم إدراج المنحوتة ضمن القائمة الدولية للمفقودات الفنية، أملا في العثور عليها وإعادتها للمعرض . ويعتبر الإمبراطور سيبتيموس من أشهر أباطرة الرومان الذين لهم جذور عربيه، وقد ولد في 11 أبريل عام 145 بمدينة لبدة الكبرى، وهو منحدر من عائلة ليبية عريقة، وكان جده فارساً غنياً، تولى العديد من المناصب الرفيعة كنائب قنصل، ثم عمل في سوريا كقائد ثم حاكم لمنطقة الغال "فرنسا حاليا" بجانب صقليه والنمسا، وفى سنة 187 تزوج من جوليا دومنا، وهي من عائلة عربية سورية مرموقة ورزق منها بولدين، وكان مولعاً بأن يجمع حوله الفلاسفة والشعراء، وتم تنصيبه كإمبراطور لروما عام 193، وخاض معارك ضد منافسيه، في منطقة نهري الراين والدانوب، واستمرت حروبه 18 عاماً، حقق خلالها انتصارات وتوسعات هائلة للإمبراطورية الرومانية. ولم ينس في ذلك وطنه الأصلي ليبيا على الرغم من عدم ولاء الجنوب الليبي حينئذ للرومان، لكنه اعتنى بليبيا بصورة خاصة في الزراعة والتجارة حتى أطلق على ليبيا في حينه "مخزن الغلال في الشرق"، وتوفى عام 211 في مدينة يورك ببريطانيا، وكان قد حقق لتوه انتصاراً على الإسكتلنديين . وعلى الرغم من مرور هذه العقود الطويلة على رحيله، إلا أنه لا يزال مصدر إلهام لخيال الفنانين والنحاتين الغربيين، ليس لتاريخه فقط، بل كثيرون يرون في وجهه تفاصيل وملامح تجمع بين قوة الفارس وشراسته، وحكمة الفيلسوف وهدوئه، ملامح يجب حفرها على أثمن الأحجار.