رغم مضي 8 أيام على حادثة القتل التي تعرض لها الشاب خالد بن عضوان بن سفير آل قتيد الأحمري 20 عاما أحد منسوبي وزارة الداخلية بمنطقة جازان على يد جاره أحمد محمد أبو راس الأحمري 18 عاما، إثر ممازحة انتهت بطلق ناري، شهدتها قرية حبكان بمركز بللحمر شمال مدينة أبها، إلا أن أسرة الشاب المقتول لم تنتظر تدخلا من وجهاء وأعيان، أو تشترط أموالا مقابل التنازل، وفضلت العفو عن القاتل لوجه الله تعالى، وتقديرا لولاة الأمر دون قيد أو شرط. وأبلغ "الوطن" الوكيل الشرعي لأسرة المقتول حسين بن عضوان بن سفير آل قتيد الاحمري، أنه وثق تنازله من ثلاثة قضاة في المحكمة الشرعية بمدينة أبها أمس، ودون علم من ذوي القاتل أو التواصل معهم، مضيفا "تنازلنا عن القاتل يأتي لوجه الله تعالى، وتقديرا للقيادة الرشيدة التي تحرص على التكافل والترابط الاجتماعي، والحد من الصراعات القبلية". وأضاف الأحمري: "والدي في العقد العاشر من العمر، ووالدتي أيضا طاعنة في السن، ولدي نحو 20 أخا وأختا، وجميعنا تنازل لوجه الله دون قيد أو شرط، ولم ننتظر تدخلا من أحد، أو وقتا للاشتراط على أمور دنيوية"، لافتا إلى أن والده ورغم مرارة الفقد لابنه، إلا أنه كان صابرا محتسبا، ومصرا على العفو الذي لا يقدر بثمن؛ احتراما للجيرة التي تربطنا بذوي القاتل، ولنسجل قدوة في الخير والتآخي والترابط والحد من تداعيات القضية، لافتا إلى أن تفاصيل الحادثة تعود إلى لقاء جمع أخاه بالقاتل، ثم توفي أخوه على الفور إثر مزاح بمسدس. ودعا الأحمري إلى أن يبادر ذوو الدم في العفو؛ ابتغاء للأجر والمثوبة، وألا يتركوا مجالا لتدخلات قد تزيد من توترات القضايا.