ينتظر أهالي مدينة الرياض بشغف بدء تشغيل مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام في العاصمة بشقيه "قطارات، وحافلات"، والذي يعدونه من أهم المشاريع الجاري تنفيذها، حيث شهد ال3 من أبريل الجاري أعمال بدء تنفيذ المشروع والتي ستستمر 48 شهراً. وكان مجلس الوزراء قد أصدر قرارا في جلسته المنعقدة في 2 جمادى الآخرة 1433 بالموافقة على تنفيذ مشروع النقل العام في الرياض بشقيه "القطارات، والحافلات"، بكامل مراحله وفقا للدراسات التي أعدتها مسبقاً وستعدها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بمشاركة الجهات المختصة لإيجاد حلول جذرية وشاملة للاختناقات المرورية في المدينة. ووفقاً لقرار مجلس الوزراء شرعت اللجنة في التحضير لتنفيذ المشروع الذي يتضمن تأسيس شبكة للنقل بالقطارات الكهربائية، وإنشاء شبكة موازية للنقل بالحافلات وفقاً للخطة الشاملة للنقل العام التي وضعتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، والتي تهدف إلى توفير خدمة النقل العام لكل فئات السكان، وتنويع أنماط وسبل التنقل في المدينة بطريقة فعالة وملائمة، والحد من الاستخدام المفرط للمركبة الخاصة، والإيفاء بمتطلبات التنقل القائمة والمتوقعة، بما يتلاءم مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والمرورية. كما بدأت اللجنة في تحديد خطوات تنفيذ المشروع ووضع برنامج زمني لتنفيذه، على ضوء الدراسات والمواصفات والتصاميم ووثائق الطرح والتنفيذ التي أعدتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض لمختلف عناصر المشروع، الذي من شأنه تحقيق عوائد كبيرة على المدينة وسكانها، تتجاوز توفير خدمة النقل العام لكافة فئات السكان، إلى الجوانب المرورية والاقتصادية والعمرانية والاجتماعية والصحية والبيئية، إضافة إلى تأسيس نظام نقل دائم يواكب النمو الكبير الذي تشهده المدينة، ويفي بمتطلبات التنقل القائمة والمتوقعة مستقبلاً. وتشكل شبكة القطار الكهربائي العمود الفقري لنظام النقل العام في الرياض، حيث جرى اختيار 6 محاور رئيسة بطول إجمالي يبلغ 176 كيلومتراً، وبمحطات عددها 85 محطة، تغطي معظم المناطق ذات الكثافة السكانية والمنشآت الحكومية والأنشطة التجارية والتعليمية والصحية، وترتبط بمطار الملك خالد الدولي ومركز الملك عبدالله المالي والجامعات الكبرى ووسط المدينة ومركز النقل العام. وتتوزع مسارات شبكة القطار الكهربائي ال6 بين كل من" المسار الأول محور العليا - البطحاء - الحاير بطول 38 كيلومترا، والمسار الثاني طريق الملك عبدالله بطول 25,3 كيلومترا، والمسار الثالث محور طريق المدينةالمنورة - طريق الأمير سعد بن عبدالرحمن الأول بطول 40.7 كيلومترا، والمسار الرابع محور طريق مطار الملك خالد الدولي بطول 29.6 كيلومترا، والمسار الخامس محور طريق الملك عبدالعزيز بطول 12.9 كيلومترا، والمسار السادس محور طريق عبدالرحمن بن عوف - طريق الشيخ حسن بن حسين بن علي بطول 30 كيلومترا". وشهد شهر أبريل الجاري أعمال بدء تنفيذ مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام في مدينة الرياض بشقيه "قطارات، وحافلات"، حيث أعلن أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض الأمير خالد بن بندر أعمال بدء التنفيذ في 5 مواقع ضمن المشروع شملت "البدء في أعمال الحفر لإنشاء محطة العليا الرئيسة، وإنشاء محطة القطار لإحدى صالات مطار الملك خالد الدولي، وبناء إحدى محطات المبيت والصيانة للقطارات، وتشييد مركز التحكم والتشغيل لنظام النقل العام بمدينة الرياض، مؤكداً في وقتها أن الدراسات والتخطيط للمشروع انتهت وبدأت المرحلة التنفيذية لتحقيق تطلعات أبناء مدينة الرياض، مشيراً إلى أنه ستنتهي أعمال التنفيذ خلال ال48 شهراً القادمة. ويؤكد القائمون على المشروع ومختصون في مختلف الأعمال في تصريحاتهم بجميع المناسبات بأن مشروع النقل العام في مدينة الرياض بشقيه "القطار، والحافلات" سيعزز من جاذبية المدينة سياحياً، وسيجعلها مقصداً رئيساً للسياح والزوار من داخل المملكة وخارجها، وأن التقنيات الحديثة التي سيعمل بموجبها، فضلاً عن التغييرات الكبيرة التي سيحدثها في صورة المدينة العمرانية والتحديث الكبير الذي سيطرأ على خدماتها المختلفة. كما سيقدم المشروع قيمة مضافة للمدينة ستظهر بشكل واضح مع تقدم العمل في المشروع، تشمل تحسين وتأهيل الطرق التي تمر عبرها شبكات مسارات المشروع، وتسهيل تنقل السكان والزوار إلى مختلف المقاصد السياحية، ابتداء من وصولهم إلى المطار حتى الجهة المستهدفة. ومن عوائد المشروع على المدينة، توفير بنية تحتية كبرى تربط أطراف العاصمة ببعضها بعضا، وتيسر الوصول إلى مختلف المنشآت الحكومية والتعليمية والصحية والثقافية والصناعية والتجارية ومراكز النقل في كافة أرجاء الرياض، مما يسهم في تغيير نمط الحياة في المدينة، ويعزز من مختلف الأنشطة فيها. وقد تم توقيع عدة مشاريع لشبكة الحافلات بمدينة الرياض، تتوزع بين 4 مستويات مختلفة، بما يسهم في تعزيز دورها كرافد رئيسي لشبكة القطارات ووظيفتها كناقل رئيسي للركاب ضمن الأحياء وعبر المدينة، وبما يحقق التكامل مع شبكة القطارات، وما يتوافق مع التوسع المستقبلي للمدينة، ويعزز من عملية الربط بين مراكز التوظيف والمراكز التجارية بالأحياء، إضافة إلى دور هذا التقسيم في تقليل حجم حركة السيارات على الشوارع والطرق. وتشتمل هذا المستويات بين كل من خطوط الحافلات ذات المسار المخصص بطول 84 كيلومترا وهي بدورها تنقسم إلى 3 مسارات على عدد من الطرق الرئيسة في المدينة وب68 محطة، وخطوط الحافلات الدائرية وتنقسم إلى خطين على مجموعة من الطرق الرئيسة بطول 83 كيلومترا، وخطوط الحافلات العادية وتشمل 18 خطاً على عدد من الشوارع الرئيسة بطول 415 كيلومترا وتحتوي على 1580 محطة، بالإضافة إلى خطوط الحافلات المغذية داخل الأحياء، وتمتد بطول يقدر بنحو 600 كلم، لتغطي 70 حياً من أحياء المدينة. كما يضم مشروع شبكة الحافلات، إنشاء عددٍ من المحطات على طول المسارات تتنوع بحسب مساحاتها والوظائف التي تقدمها، إلى جانب مواقف السيارات العامة التي تنتشر في 8 مواقع تتوزع في أطراف المدينة ضمن مسارات "الحافلات ذات المسار المخصص".