في الوقت الذي كشفت فيه معلومات رسمية نقلتها مصادر مصرية ل"الوطن"، عن تبني طهران "الحث على التشيع"، في عدد من المحافظات والتغلغل في أوساط الشعب، استهجن المصريون الإجراء، واستدعوا رئيس البعثة الإيرانية في مصر مجتبى أماني. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي "أبلغت البعثة الإيرانية ببعض الملاحظات، حول ضرورة اتساق عمل البعثة، مع قواعد العمل الدبلوماسي"، دون أن يُفصح عن شكل تلك التجاوزات. وفي سياق مقارب، أكد مدير مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية اللواء سامح سيف اليزل ل"الوطن"، أن تقارير أمنية، تشير إلى أن إيران تمد ما يسمى ب"الجيش المصري الحر"، الذي تلقى تدريبات في ليبيا بقيادة إسماعيل الصلابي، وغانم القبيسي، وأبو فهد الرزازي، بالمعلومات اللازمة؛ للوصول إلى أفضل النقاط التي يمكن أن ينتقل إليها 700 عنصر من عناصر الجيش المصري الحر إلى الحدود المصرية، بدعم لوجستي من أجهزة استخبارات إقليمية، في محاولة لإعادة جماعة الإخوان للواجهة من جديد.
أكد عدد من الخبراء والمحللين وجود علاقة بين استدعاء الخارجية المصرية رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانيةبالقاهرة للسفير مجتبى أماني، وبين تقارير أمنية تشير إلى توزيع جهات إيرانية لكتب تحث على "التشيع" في عدد من المحافظات المصرية، فضلاً عما تردد بشأن وجود علاقة بين إيران وما يسمى ب"الجيش المصري الحر". وربط القيادي في ائتلاف "محبي الصحب والآل"، وليد إسماعيل بين استدعاء أماني ومحاولات المد الشيعي في عدد من المدن المصرية. وقال في تصريحات إلى "الوطن": "الائتلاف رصد زيادة في محاولات نشر التشيع في مدن مصرية، لذلك زاد من نشاطه الفكري في مواجهة تلك المحاولات، خاصة في مدن المنصورة والزقازيق وأسوان، وفي حال لم يقتنع هؤلاء بالصواب، فإننا نلجأ إلى الجهات الأمنية التي يجب أن تتدخل لمنعهم، لأنهم يصدرون فكراً مخالفاً لصحيح الإسلام، من خلال نشر عدد من الشعائر غير الصحيحة، ولن نسمح بانتشار هذا الفكر في مصر لأنه سيؤدي إلى انهيار وحدة المجتمع المصري كما حدث في دول أخرى". من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبدالعاطي: "تم إبلاغ أماني ببعض الملاحظات والتعليقات حول ضرورة اتساق عمل البعثة الإيرانية في القاهرة مع قواعد العمل الدبلوماسي المعمول بها، وأن يتوافق عمل بعثته مع مصالح الدولة المستضيفة، وأطلعناه على بعض الملاحظات الخاصة بعمل البعثة"، دون أن يقدم مزيداً من الإيضاحات. إلى ذلك، أشارت تقارير أمنية إلى أن أجهزة الأمن المصرية حصلت على معلومات تفيد بأن مسؤولين من الحرس الثوري الإيراني زاروا ليبيا سراً لمقابلة عناصر مصرية في منطقة "الخليج البارودي"، واتفقوا على دعم إيران "الجيش الحر" بأجهزة لفك شفرات لاسلكي الأجهزة المصرية، وأجهزة تصوير ليلية لمراقبة الحدود، كما رصدت اتصالات بين رجال أمن قطريين وإيرانيين لمناقشة الوضع في مصر، بمشاركة رجل أعمال تركي بارز على صلة بالتنظيم الدولي للإخوان". أمنياً، قال مدير مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية اللواء سامح سيف اليزل، في تصريحات إلى "الوطن": "التقارير الأمنية تشير إلى أن إيران تمد ما يسمى بالجيش المصري الحر بالمعلومات اللازمة، للوصول إلى أفضل النقاط التي يمكن أن ينتقل إليها 700 عنصر من عناصر هذا الجيش إلى الحدود المصرية". وأضاف "يجري الجيش الحر تدريباته في ليبيا بقيادة إسماعيل الصلابي، وغانم القبيسي، وأبو فهد الرزازي، والذين اختاروا ليبيا لإجراء عمليات التدريب العسكري لما تعانيه من انفلات أمني، بينما تمدهم أجهزة استخبارات عربية وإقليمية بالدعم اللوجيستي، وذلك ضمن إطار دعم تلك الدول لجماعة الإخوان ومحاولة إعادتها للحكم مرة أخرى".