يُرجع مختصون مشكلة الهدر الهائل في استهلاك الطاقة في المملكة العربية السعودية بالدرجة الأولى، إلى القصور المعرفي لدى المستهلكين بطرق الترشيد المثلى، رغم وجود اتجاهات إيجابية لدى العديد منهم، والرغبة في تعديل سلوكياتهم واتباع طرق ترشيد استهلاك الطاقة. ويعد قطاع المباني المسؤول بشكل مباشر عن استهلاك نحو 53% من الطاقة الكهربائية المنتجة في المملكة، يعود جُل هذا الاستهلاك المفرط إلى أجهزة التكييف غير المرشدة، وغير المتوافقة مع المواصفات والمقاييس السعودية. وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن المملكة تشهد ارتفاعا مفرطا في حجم استهلاك الطاقة سنويا في الأسواق المحلية، حيث وصلت كمية استهلاك الكهرباء في المملكة، بحسب إحصاءات عام (2012)، إلى 240.288 جيجا واط/ ساعة في العام، وصل استهلاك الفرد منها إلى 8.23 ميجا واط/ ساعة للفرد. وتقول الإحصاءات: إن متوسط استهلاك الفرد في المملكة يبلغ ضعف متوسط الاستهلاك العالمي، فيما وصل استهلاك المملكة من الطاقة الأولية أكثر من 4 ملايين برميل نفط مكافئ يومياً لتلبية الطلب المحلي، وهو ما يعد من أعلى المستويات الاستهلاكية في العالم. وتحدد المواصفات القياسية الجديدة لأجهزة التكييف الحد الأدنى لكفاءة الطاقة لأجهزة التكييف ب3 نجمات لمكيف "الشباك" و4 نجمات لمكيف "الإسبليت"، وسيتم رفع هذه المعايير تدريجيا بما يتفق مع المعايير المطبقة دوليا، وذلك بهدف توفير استهلاك أجهزة التكييف للكهرباء. وبحسب مختصين في الطاقة، فإن أسباب الزيادة في استهلاك الطاقة الكهربائية تعود إلى نمط الحياة الآخذ في التطور الذي يحتاج إلى مزيد من الطاقة، بالإضافة إلى نسبة النمو السكاني في العالم. وقالوا: إن الرفاهية والرخاء لا يعتمدان على الاستهلاك المتزايد للموارد، حيث إن فك الارتباط لا يعني وقف التنمية، لكنه يعني تحقيق مزيد التنمية باستخدام موارد أقل، إذ إن الاستهلاك العالمي للموارد يتزايد على نحو خطير، ولا يعد نمطاً مستداماً بأي حال من الأحوال.