عاد النجم العالمي السعودي سعيد العويران إلى دائرة الضوء، حيث اختارته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية للمركز 100 في قائمة أفضل اللاعبين الذين شاركوا في نهائيات كأس العالم عبر تاريخها. وكان العويران سجل هدفاً تاريخياً في مرمى بلجيكا في مونديال 1994 بأميركا، وهو الهدف الذي اختاره الفيفا أفضل هدف في تلك البطولة، وأفضل ثاني هدف في تاريخ كؤوس العالم باختيار الفيفا، وأفضل رابع هدف في تاريخ كرة القدم باختيار وورد سوكر، وأفضل هدف في تاريخ كؤوس العالم باختيار وكالة الأنباء الألمانية، وأفضل ثالث هدف في التاريخ من قبل ال بي بي سي، وأفضل ثاني هدف في كؤوس العالم من قبل "كوب فانس"، وأفضل سادس هدف في تاريخ كؤوس العالم في استفتاء شمل 400 ألف شخص. وجاء هذا الإنصاف للعويران ليدل على إبهاره للعالم بهذا الهدف الذي كان مشابها لهدف الأرجنتيني مارادونا في مرمى إنجلترا في كأس العالم 1986. والغريب أن هذا التكريم العالمي، يقابله تجاهل رسمي محلي، إذ لم يحظ العويران بتكريم منذ عام 1994 وحتى الآن. ومن المفارقات أن هدف العويران جلب الفوز الأخير للأخضر السعودي في مشاركاته في كؤوس العالم، إذ لم يستطيع المنتخب السعودي الفوز بعد ذلك في 3 مشاركات 98 و2002 و2006 حيث اكتفى بعد ذلك بالخسارة أو التعادل، ليكون هدفه آخر هدف فوز للأخضر في كؤوس العالم. هداف تصفيات 94 شارك العويران في مونديال 1994 بعدما لفت الأنظار إليه بتتويجه هدافاً للأخضر في التصفيات المؤهلة ب18 هدفاً. وبدأ العويران حياته الكروية وأنهاها في نادي الشباب، وأبهر المتابعين بإنجازاته، ومن أبرزها تحقيق الدوري السعودي 3 مرات متتالية (1991، 1992، 1993)، وكأس الخليج للأندية (1993، 1994)، وكأس الأندية العربية أبطال الدوري (1994، 2000)، وكأس النخبة العربية (1996)، وكأس ولي العهد (1996)، وكأس الكؤوس الآسيوية (2001)، وكأس ولي العهد (1999)، وكأس الأندية العربية أبطال الدوري 2000. وشارك العويران مع الأخضر في 75 مباراة دولية سجل فيها 24 هدفاً، وحقق معه عددا من الإنجازات. وأكد العويران ل"الوطن" أن تكريمه جاء بفضل من الله ودعاء الوالدين، مشيراً إلى أن والده رحمه الله كان يوصيه بإتقان العمل، وقال "كان يقول لي حتى (فيش الكهرب) وأنت تركبه لابد أن تكون أمين فيه وتتقنه، لذلك كنت حريصاً على أن أكون أمينا في عملي سواء في العسكرية أو في الرياضة، ومثلت المنتخب خير تمثيل". وأضاف "هذا الإنجاز جاء بجهود زملائي الذين رافقوني في المنتخب، والإنجاز يجير لهم جميعا، وأهديه إلى أبناء المرحوم محمد الخليوي"، مؤكداً أنه كان له فضل كبير بعد الله في تطور الكرة السعودية ونجاحها وخاصة على العويران. وأبدى العويران تبرمه من عدم إنصافه داخلياً وعدم تكريمه، مؤكداً أنه لو كان لاعبا إماراتيا أو في ناد جماهيري لاختلف الموضوع، مضيفاً "كلهم يعملون حسب الميول، ولكن الله فوق، والتكريم يأتي غصباً عن الراضي وغير الراضي". واستذكر العويران موقف حدث له مع الاتحاد السعودي بعد كأس العالم 94، ويقول "وصلت دعوة لاتحاد القدم من الاتحاد الياباني يطلب فيها مشاركتي مع منتخب نجوم العالم قبل إقامة المباراة بثلاثة أسابيع، لكني لم أبلغ بها إلا قبل المباراة بيومين". وتابع "عانيت حتى وجدت حجزا، وأمضيت يوما كاملا متنقلا بين عدد من الدول حتى وصلت اليابان؛ لأنني لم أجد رحلة مباشرة لليابان، ووصلت في ساعة متأخرة، وكان نجوم العالم قد خلدوا للنوم، وقتها قال لي الشخص الذي استقبلني في الفندق "منذ ثلاثة أسابيع أرسلنا الدعوة، وما وصلت إلا في هذا الوقت"، فأجبته أنني لم أعلم بها إلا قبل يومين، وتحدث مع المدرب في ذلك الوقت، البرازيلي زيكو الذي أشركني في المباراة، وبعد ذلك أرسل الاتحاد الياباني لي المبالغ التي دفعتها من حسابي الشخصي للمشاركة في المباراة". وأضاف "في ذلك الوقت كان المدرب كاندينيو يقول لي أنا وفؤاد أنور لابد أن تبذلا مجهودا أكثر من باقي اللاعبين". وكشف العويران أن هناك صحيفة فرنسية أجرت معه لقاء وأخذ صورا له قبل أربعة أشهر وذلك لأنهم اختاروه ضمن 50 شخصية مؤثرة في كأس العالم، وسيتم تكريمه في كأس العالم 2014 في البرازيل.