بعد مضي عام على "ملتقى سوق دومة الجندل" اعترف نادي الجوف الأدبي على لسان عضو مجلس ادارة النادي محمد الرويلي بفشل الملتقى الأول، بسبب عقده في مدينة سكاكا - 50 كلم بعيدا عن مكانه الحقيقي في موقع دومة الجندل التاريخي، مؤكدا أن نجاحه كان سيتحقق لو نظم تحت ظلال قلعة مارد التاريخية بدومة الجندل، مقره الرئيس، على غرار نجاح "مهرجان سوق عكاظ" الذي ينعقد في موقعه القديم. وبينما أكد الرويلي أن نسخة الملتقى الثانية ستعقد تحت ظلال القلاع، دون أن يحدد توقيتها، أثار تجريد دومة الجندل من سوقها استغراب كثير من أهالي الجوف، معتبرين أن الحدث دائماً يرتبط بالمكان، وسوق دومة الجندل مرتبط تاريخياً وثقافياً بدومة الجندل، مقدرين لأدبي الجوف سعيه لإحيائه من جديد، لكن دون نسفه تاريخياً، مذكرين باتفاق بين البلدية والسياحة والغرفة التجارية والإمارة قبل 18 شهرا، بأن يكون مكان فعاليات الملتقى بجانب آثار دومة الجندل. يُذكر أن دومة الجندل من أقدم أسواق العرب وأهمها في تاريخ ما قبل الإسلام نتيجة لموقعها الجغرافي، وكان من عادة القبائل أن تتجمع في دومة الجندل في أول يوم من ربيع الأول حتى آخره لأغراض البيع والشراء، وكان البيع الأشهر في هذه السوق بيع الحصاة، وهو نوع من أنواع المقامرة الذي أبطله الإسلام، كما ورد أن الاكيدر صاحب دومة الجندل كان يرعى الناس ويقوم بأمرهم أول يوم فتقوم سوقهم إلى نصف الشهر. وتقع "دومة الجندل" على الطرق الممتدة من وسط وشرق الجزيرة إلى سورية وجنوب فلسطين، حيث كانت غزة ميناء رئيسيا، وحيث يشتري منه التجار منتجات المناطق الواقعة على البحر المتوسط. الرويلي أشار إلى أن سوق دومة الجندل كانت بين الاكيدر العبادي من السكون وبين قنافة الكلبي، وكان على الملكين أن يتحاجيا فأيهما غلب صاحبه بما يلقى عليه تركه، والسوق يفعل بها ما يشاء ولا يبيع فيها أحد من الشام ولا من العراق إلا بإذنه.