طالبت لندن وواشنطن أمس بالإفراج الفوري عن الرجال الذين أوقفوا للاستجواب لدى القوى الأمنية السورية بعد إجلائهم من الأحياء المحاصرة في مدينة حمص. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في بيان "من العار أن يقوم النظام السوري باحتجاز واستجواب رجال وفتيان تم إجلاؤهم من المدينة. ونحتاج إلى أجوبة عاجلة عن مصيرهم. يجب الإفراج عنهم فوراً". ورأى هيج أن هناك "خطراً حقيقياً في أن يستخدم إجلاء المدنيين ذريعة لشن هجمات أكثر عنفاً على حمص". وأضاف "على الأسرة الدولية أن تتوخى أقصى درجات الحذر في هذا الخصوص. هذه التطورات تساهم في تأكيد ضرورة إصدار قرار في مجلس الأمن الدولي نمارس ضغوطاً بشأنه في نيويورك". من جانبه، عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إدجار فاسكيز عن قلق بلاده إزاء مصير المدنيين. وقال "على النظام أن يعلم أن العالم أجمع يشاهد بقلق كبير ما يجري في حمص ووضع الرجال الذين يتم إجلاؤهم، وستكون أي محاولة لإبقائهم قيد الاعتقال العشوائي غير مقبولة". وأضاف "النظام أكد أنه سيفرج عن الرجال بعد التحقيق، ونأمل أن يفي بالتزامه. لكن نظراً لسلوكه في الماضي لا يسع المجتمع الدولي أن يثق بكلمته، ولذلك فإنه متيقظ حيال مصير هؤلاء الرجال". وتتضارب المعلومات حول مصير المعتقلين، فبينما أعلن محافظ حمص طلال البرازي أن عددهم 390، وأنه تمت تسوية أوضاع العديد منهم والإفراج عنهم، يؤكد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان أنه تم الإفراج عن عدد قليل جداً، وأن الآخرين لا يزالون محتجزين. ومنذ السابع من فبراير الماضي، تم إجلاء 1417 شخصاً من حمص القديمة بموجب اتفاق بين السلطات السورية ومقاتلي المعارضة تم توقيعه تحت إشراف الأممالمتحدة. وكان هؤلاء يوجدون في أحياء محاصرة من قوات النظام منذ حوالي 20 شهراً، ويعانون من الجوع ونقص فادح في الأدوية والحاجات الأساسية. وكان عدد سكان هذه الأحياء التي تبلغ مساحتها حوالي كيلومترين مربعين وبات أغلبها ركاماً، قبل بدء عملية الإجلاء، حوالي 3 آلاف نسمة. وعبر ناشطون لا يزالون داخل الأحياء المحاصرة عن رغبتهم في الخروج، لكنهم طالبوا ب "ضمانات أمنية". وكانت المخاوف قد تزايدت على حياة المدنيين الذين خرجوا من مدينة حمص التي يحاصرها جنود النظام، حيث أوضحت بعض اللقطات المصورة أن جنود النظام يعاملون المدنيين بوحشية ويتهمونهم بأنهم من قوات المعارضة. وأظهرت اللقطات جنوداً من الجيش السوري يستخدمون هواتف محمولة لالتقاط صور للمدنيين، لاعتقادهم أنهم أفراد المعارضة المسلحة الذين كانوا يحاربون في المدينة. وسمع جندي سوري يصف المدنيين بأنهم "أوغاد". بينما قال آخر "كان يجب إخراج هؤلاء الرجال في أكفان" إلا أن محافظ حمص طلب منه أن يكف عن هذا الكلام. كما طالب الجنود بعدم استخدام الهواتف لتصوير المدنيين.