بدأ أمس الجمعة خروج المدنيين المحاصَرين في حمص «وسط سوريا» من أحيائهم المُحاصَرة منذ عامٍ ونصف عام بعد اتفاقٍ بين الأممالمتحدة والنظام السوري. وخرجت حافلة أولى من أحياء حمص القديمة ظهر أمس وعلى متنها مدنيون، بحسب ما أفاد شاهد عيان رأى قرابة الساعة الثانية وعشر دقائق بعد الظهر بتوقيت سوريا (12.10 بتوقيت غرينتش)، قرابة 12 شخصاً على متن حافلة بيضاء اللون، أحاط بها جنود سوريون حالوا دون اقتراب الصحفيين والمصورين منها. وقال محافظ حمص، طلال البرازي، إن عشرات المدنيين في حمص القديمة استعدوا للخروج من هذه الأحياء، موضحاً أن المساعدات الإنسانية التي من المقرر إرسالها إلى هذه المناطق الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة ستدخل اليوم السبت. وأفاد البرازي بأن الأشخاص الذين سيُسمَح لهم بالخروج هم الأطفال دون الخامسة عشرة من العمر، والرجال الذين تجاوزوا الخامسة والخمسين، إضافة إلى النساء. وتابع: إن أول دفعة من المساعدات الإغاثية والغذائية ستدخل اليوم إلى المحتاجين إليها في بعض أحياء المدينة القديمة. وكانت دمشق أعلنت أمس الأول، الخميس، توصلها إلى اتفاق مع الأممالمتحدة حول خروج المدنيين من أحياء حمص القديمة وإدخال مساعدات إنسانية لمن يختار البقاء في الداخل. وأكدت المنظمة الدولية أن الاتفاق «سيسمح بتقديم مساعدة حيوية لحوالي 2500 مدني» في حمص القديمة. وتعد حمص ثالث كبرى المدن السورية، «عاصمة الثورة» ضد نظام الرئيس بشار الأسد، ويقول ناشطون إن قرابة ثلاثة آلاف شخص ما زالوا يوجدون في أحيائها المحاصرة منذ يونيو 2012. ورصد مصور صحفي دخول حافلتين لنقل الركاب وسيارة إسعاف وسيارتين تابعتين للهلال الأحمر السوري إلى الأحياء المحاصرة منذ أكثر من 600 يوم في حمص القديمة التي تضم 13 حياً، في حين تنتظر سيارات وحافلات أخرى على نقطة العبور على مدخلها. من جانبهم، أفاد ناشطون عبر الإنترنت أن وقفاً غير معلن لإطلاق النار سيمتد أربعة أيام إفساحاً في المجال أمام إخراج المدنيين وإدخال المساعدات. في السياق نفسه، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه لم يسجل أي قصف أو إطلاق للنار في حمص القديمة منذ منتصف ليل الأربعاء- الخميس. وفي موسكو، أُعلِنَ أمس أنه تم الاتفاق على وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام حتى يتسنى إجلاء المدنيين من حمص وإدخال المساعدات الإنسانية لمن يختارون البقاء في المدينة. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيانٍ لها «نتيجة مفاوضات صعبة على مدى عدة أيام.. تم الاتفاق على وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام وتقديم الدعم الإنساني لسكان حمص القديمة». وأضافت إن سفارة روسيا في دمشق «لعبت دوراً حيوياً» في اتفاق تم التوصل إليه عبر محادثات بين محافظ حمص والمنسق الإقليمي للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يعقوب الحلو. وتوقع البيان أن يتمكن كل الأطفال والنساء والرجال دون سن 55 عاماً والمصابين من مغادرة منطقة القتال دون عائق، على أن يتم إرسال مساعدات إنسانية إلى من يفضلون البقاء. واعتبرت روسيا أن الاتفاق سيحسِّن أجواء محادثات السلام التي تبدأ بعد غدٍ الإثنين في جنيف. من جهة أخرى، أعلن نائب وزير الخارجية، فيصل المقداد، أن النظام قرر المشاركة في الجولة الثانية من المفاوضات مع المعارضة في جنيف لاستكمال البحث في التوصل إلى حل سياسي للأزمة، بحسب التليفزيون الرسمي السوري.