فيما رحبت روسيا "الحليف الأبرز" لنظام دمشق، بموافقة الائتلاف الوطني السوري وقوى المعارضة على حضور مؤتمر جنيف2، ووصفته بالقرار "الصائب"، وعلى غير العادة، سارعت الرئاسة السورية، إلى دحض ما نقل أمس على لسان الرئيس السوري بشار الأسد، حول تمسكه بالسلطة، خلال لقائه برلمانيين روس في العاصمة دمشق. وقال المكتب الإعلامي للرئاسة السورية، إن ما نقل على لسان الأسد غير دقيق، ولم يُجر الرئيس أي لقاءٍ صحافي مع أي وكالة أنباءٍ عالمية". وفي هذا الصدد، قالت المعارضة السورية وعضو الائتلاف الوطني السوري فرح الأتاسي، في تصريحاتٍ إلى "الوطن" من واشنطن، إن نفي الرئاسة السورية، كان مبنياً على توجيهٍ روسي، من أجل سير الأمور بهدوء قبيل انعقاد مؤتمر جنيف 2. الأتاسي قالت "هناك معلومات موثقه أن الجانب الروسي هو من ضغط على نظام الأسد، من أجل نفي ذلك الأمر هذا، بالإضافة إلى تنبيهٍ روسي أعطي للرئاسة السورية ووزارة الخارجية، بعدم التطرق إلى بقاء الأسد في السلطة، لمنع ضرب جنيف2"، حسب ما جاء على لسانها. وقطعت الأتاسي، أن نظام دمشق سيذهب إلى المؤتمر المرتقب ل"المناورة" لا أكثر، أو كما قالت "سيذهب نظام الأسد إلى جنيف للحديث عن الإرهاب وعن مكافحة الإرهاب ليس أكثر من ذلك، الائتلاف اختار الحضور بإعتباره أقل الشرين ضرراً، إن ذهب الائتلاف فهذا شر، وإن لم يذهب فهذا أيضاً شر، لكن بالمجمل، لا توجد أجواء متفائلة في حقيقة الأمر، لكننا مؤمنون بأن ثورتنا عادلة ومحقة، وعلى هذا الأساس سنذهب للمشاركة في جنيف 2". وكشفت الأتاسي عما وصفته ب"الملفات" التي تدين النظام السوري بجرائم حرب، وقالت في هذا الصدد "من المفترض أن يكون بشار الأسد وزمرته في لاهاي وليس في جنيف، لدينا ملفات تدينه، وستصل إلى محكمة الجنايات الدولية مهما طال الأمد". واعتبرت أن ملف الأزمة السورية بات مرتبطاً بحساباتٍ إقليمية، وقالت "هناك فاتورة إقليمية ترتفع شئياً فشيئاً، هذه الفاتورة باتت باهظة الثمن، وأرهقت كثيرا من دول المنطقة، لأن الأزمة السورية باتت مرتبطةً بحلحلة كثير من قضايا المنطقة". يأتي ذلك، فيما بدا رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا، واثقاً من كون مؤتمر جنيف 2، سيحقق أهداف الثورة السورية، في وقتٍ طالب فيه الجربا بما وصفه ب"محاكمة كل من ارتكب جرائم بحق الشعب السوري". الجربا في كلمةٍ له أعقبت موافقة الائتلاف على حضور مؤتمر جنيف 2، وبعد أيامٍ عاصفة من الشد والجذب بين مؤيدٍ ومعارض للحضور، قال "لا بد من محاكمة جميع من ارتكب جرائم بحق الشعب السوري، مشاركة النظام بجنيف 2 هي بمثابة مشاركة الأسد بجنازته، سنذهب إلى جنيف متحمسين وواثقين، فطاولة جنيف 2 هي مدخل لتحقيق أهداف الثورة". وأكد رئيس الائتلاف الوطني السوري، أن نظام الأسد، أو كما قال "نظام الحقد" لن يتمكن من الخداع خلال مساومةٍ على أيٍ من ثوابت الثورة السورية، وأن النظام "باعنا مقاومةً وعروبةً، وباع العالم، وهم الأقليات والإرهاب"، حسب ما جاء على لسانه. وقطع الجربا بذهاب المعارضة إلى مؤتمر جنيف 2 مرفوعة الرأس، ليسمع من لم يسمع بعد عن مذبحة العصر، ومجازر النظام. وفي رسالةٍ إلى الشعب السوري، مضى الجربا يقول "أيها السوريون، اجتزنا إلى اليوم درباً صعباً حفل بتضحياتكم من أجل حريتكم، وقد بلغنا اليوم منعطفاً سوف نجتازه معاً". وتضمنت رسالة الجربا إلى الشعب السوري، قوله "يا ثورة ال200 ألف شهيد، لسنا قلةً ولا ضعافاً ومعنا أحرار العالم. من نجا من النار مات بسيف الجوع محاصراً، على قارعة الرأي العام الدولي، الذي طالت قيلولته". وكان الائتلاف الوطني السوري، قد وافق أول من أمس، على المشاركة في مؤتمر جنيف 2، الذي من المفترض أن يُعقد الأربعاء المقبل، وذلك قبيل انعقاد المؤتمر بأربعة أيام، بعد جولاتٍ من الرفض والموافقة على الحضور. في هذه الأثناء، أعطى لؤي الصافي الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري وقوى الثورة والمعارضة السورية، تأكيداتٍ حول التشاور مع القوى العسكرية التي تقاتل نظام الأسد على الأرض. وقال صافي في مؤتمرٍ صحفي البارحة الأولى "قمنا بالتشاور مع القوى العسكرية على الأرض، وهناك بيانات تأكيد بالمشاركة من قبل أهم الكتائب العسكرية". وحمّل الائتلاف الوطني السوري، في بيان له أمس، نظام الأسد والميليشيات المقاتلة إلى جانبه، المسؤولية المباشرة عن تنفيذ هذه الجريمة، ونعتبر الهجوم دليلاً يضاف إلى سلسلة الأدلة التي تدين النظام باستهداف المدنيين بشكل متعمد دون حدود أو قيود".