أكد أستاذ التاريخ بجامعة الملك سعود الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الذييب, أن "الأنباط" من أبناء شمال الجزيرة العربية في الجوف هم أكثر من أعطى المرأة مكانة مميزة قبل عصور الإسلام مستشهداً بأول ملكة أنثى كانت من النبطيين. وكان الذييب يتحدث مساء أول من أمس في ندوة بنادي الجوف الأدبي عن آثار النبطيين بمنطقة الجوف، مستعرضاً تاريخ الأنباط في المنطقة وأنواع النقوش المرصودة فيها، ذاكرا غنى منطقة الجوف بالنقوش النبطية والكتابات العربية. وأرجع الذييب سبب تسميتهم بالأنباط لعدة تفسيرات؛ منها إطلاق التسمية عليهم نسبة لنظام استنباط المياه الذي ابتكروه في ذلك الوقت والخزانات المائية والقنوات المميزة, بالإضافة لإرجاعهم لقبيلة "ناباتي" التي عاشت في القرن الثامن قبل الميلاد على ضفاف نهر الفرات, معرجاً في الوقت ذاته على كتاباتهم التي أسست في شمال الجزيرة العربية في البتراء وامتدت لدومة الجندل جنوباً حتى مدائن صالح. وقال الذييب, إن الجوف بها أكثر من 80 نقشا نبطيا رصدت في12 موقعا، منها غرب قلعة زعبل الأثرية وجبل قارا وقلعة مارد بدومة الجندل وداخل الأحياء السكنية والطوير, مبيناً أن غالب النقوش ارتكزت على كتابة الذكريات والتحايا باستثناء الموجودة في "قيال" التي يعتقد أنها عسكرية. وأضاف الذييب, أن النقوش تبدأ بكلمة "ذكير" التي تعني ذكريات و"سلم" بمعنى السلام، واشتملت بعض النقوش على أسماء أعلام وعلامات الإشارة وحروف العطف, فيما كشف عن أن معظم النقوش كانت للذكور ومنها ماهو مؤرخ وبعضها رافقتها رسوم صخرية. وخلال الندوة, دعا الذييب أبناء منطقة الجوف إلى تسمية أبنائهم بأسماء الأنباط كونها أسماء عربية ومنها أسماء بسيطة مثل أسد وتيم وأخرى مركبة مثل عبدالعظيم وهبة الإله وعمون الذي يعني العبد الآمن، لافتا إلى أن أنباط الجوف طوروا الحرف العربي وكانت مرحلة شبه انتقالية من النقوش النبطية للحروف العربية, مستشهداً بنقوش نبطية قريبة من اللغة العربية. وأثنى الذيب على جهود أبناء منطقة الجوف الفردية في سعيهم لرصد نقوش النبطيين في المنطقة، والاشتغال عليها, مبدياً امتعاضه من غياب الجهات الرسمية عن تلك الآثار القيّمة التي تكنزها منطقة الجوف، على حد تعبيره.