أكد الباحث في الآثار والتراث الإسلامي الدكتور فرج الله أحمد يوسف أن حادثة التحكيم، من آخر الأحداث المهمة التي شهدتها دومة الجندل ولا يكاد يرصد بعدها أية أحداث مهمة في منطقة الجوف، طوال العصور الإسلامية التالية، مستدلاً بقول علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر: «وينقطع عنا خبر هذه البلاد في ما بين أيدينا من مؤلفات ويخفى ذكرها وينعدم صوتها «على رغم كونها تنطق بالحضارة والعمارة التي خلدتها هذه المآثر (القلاع، الآثار، الشواهد النقوش). وقال في ندوة نظمها نادي الجوف الأدبي أخيراً وقدمها الإعلامي ظافر القحطاني: إنه إذا ما تمت الاستكشافات بالجوف من جديد فإنه سيتم كشف النقاب عن الكثير حول الجزيرة العربية والوطن العربي قبل الإسلام وبعده، لأن منطقة الجوف ترتبط بأقدم نص ورد فيه ذكر العرب وهو نص الملك الأشوري (شلمنصر) في مملكة آدوم في نهاية الألف الثانية ق . م». وأشار الباحث إلى أن الشويحطية أحد الشواهد الأثرية على الدور الحضاري للمنطقة، بوصفها أقدم موقع أثري في غرب آسيا قاطبة، مستعرضاً الحقب الزمانية والمكانية لكل من قلعة مارد ومسجد عمر وقلعة الصعيدي وقلعة زعبل والنقوش التي فيها. وأكد أن الفضل ينسب إلى أهل دومة الجندل في نقل الخط العربي الشمالي، من شمال الجزيرة العربية إلى مكة وأن الذي قام بذلك هو بشر بن عبدالملك شقيق الأكيدر ملك دومة الجندل، الذي قدم إلى مكة وعلم بعض سادتها الخط العربي الشمالي، بعدما كانوا يكتبون بالخط العربي الجنوبي (المسند) وأورد قول الشاعر من دومة الجندل مخاطباً أهل مكة: فلا تبخلوا نعماء بشر عليكموا / فقد كان ميمون النقية أزهرا». وحول تشكيك البعض في إسناد مسجد عمر بن الخطاب لذلك العصر، قال المدير التنفيذي للسياحة والآثار بالجوف حسن الخليفة إن ما تتضمنه التصاميم من تشابه في تخطيط المساجد الإسلامية المبكرة، «أحد أهم البراهين. كما أن دومة الجندل كانت مركزاً من مراكز انطلاق جيوش الفتح الإسلامية المتجهة إلى الشام والعراق، في عهد خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وبذلك انتقل تخطيط مسجد الرسول إلى دومة وهو التخطيط نفسه الذي عرف في المساجد المبكرة في خلافة عمر بن الخطاب في البصرة والكوفة والفسطاط». وفي ختام الندوة قدم نائب رئيس النادي الأدبي بالجوف ثامر المحيسن الهدايا التذكارية للمشاركين في الندوة.