أكد نحو مئة من رؤساء الدول والحكومات، الحاليين والسابقين، والملوك والزعماء الروحيين والفنانين مجيئهم إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في مراسم التكريم الرسمية التي ستقام لنلسون مانديلا. وسيشارك القسم الأكبر من القادة في "حفل التكريم الرسمي" الذي سيقام اليوم في إستاد سوكر سيتي في سويتو بضاحية جوهانسبيرج. وسيلقي بعض المشاركين كلمة خلال حفل التكريم الرسمي، على ما أفاد الوزير لدى الرئاسة كولينز شابان، دون إعطاء المزيد من التفاصيل. وأشار إلى أن جثمان مانديلا لن يعرض في الملعب. وعقب حفل التكريم سينقل جثمان مانديلا السبت المقبل إلى قرية كونو الصغيرة في الجنوب الريفي، أرض أجداد مانديلا، حيث تمنى أن يدفن. وكان ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز الوحيد الذي أعلن حتى الآن مشاركته في مراسم الجنازة التي ستجرى الأحد المقبل في قرية كونو (جنوب) التي أمضى فيها مانديلا طفولته. وقال المتحدث باسم الخارجية كليسون مونيلا "العالم كله سيجيء إلى جنوب أفريقيا". وأضاف أن عددا محدودا من كبار الشخصيات سيحضر الجنازة الرسمية ومراسم دفن مانديلا الأحد القادم، بعد أن وصفت هذه المناسبة بأنها أكبر حشد لزعماء العالم في التاريخ الحديث. وأكد كل من الرئيسين الأميركي باراك أوباما والفرنسي فرنسوا هولاند، والرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، مشاركتهم، فضلا عن رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون. ولن تحضر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وسيتولى الرئيس يواكيم غاوك تمثيل بلاده. كما سيحضر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وستوفد دول أخرى وزراء. وبجانب المسؤولين الحاليين، يشارك في الجنازة رؤساء دول سابقون، منهم الأميركيون جيمي كارتر وجورج بوش وبيل كلينتون، والفرنسي نيكولا ساركوزي والبرازيلي لولا. وسيحضر الرئيس الكوبي راؤول كاسترو. ومنذ وفاة مانديلا الخميس الماضي، تعيش جنوب أفريقيا حالة من الشجن لا تضاهيها إلا حالة الفرحة التي غمرت البلاد عام 1990 لدى الإفراج عنه بعد أن قضى 27 عاما في سجون الحكومة العنصرية البيضاء، وفوزه بأول انتخابات متعددة الأعراق بعد ذلك بأربع سنوات. وأول من أمس تجمع المواطنون في الكنائس والمساجد والمعابد ومجالس البلدية في أنحاء البلاد من نهر ليمبوبو إلى إقليم الكاب، حيث نعى الملايين رجلا يعدّونه "أبا الأمة" ومنارة عالمية للنزاهة والاستقامة والتصالح. وانهالت برقيات التعازي من كل حدب وصوب. وقال وزير شؤون الرئاسة كولينز تشابان "مجيء زعماء العالم إلى جنوب أفريقيا رغم قصر المهلة يعكس المكانة الخاصة للرئيس مانديلا في قلوب شعوب العالم". وبعد حفل التأبين الذي يقام اليوم يسجى جثمان مانديلا على نعش مفتوح لمدة ثلاثة أيام في مباني الاتحاد في بريتوريا العاصمة، حيث مقر الحكومة، وحيث أدى مانديلا اليمين كرئيس للبلاد عام 1994.