أعلن 70 رئيس دولة وحكومة على الأقل مشاركتهم في مراسم تأبين بطل النضال ضد التمييز العنصري في جنوب أفريقيا ورئيسها السابق نلسون مانديلا المقررة في استاد «سوكر سيتي» بجوهانسبرغ اليوم، ما يشكل حشداً لا سابق له لتخليد أحد أعظم صانعي السلام في تاريخ البشرية والذي توفي الخميس الماضي عن 95 سنة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية في جنوب افريقيا، كليسون مونيلا: «العالم كله سيجيء إلى جنوب أفريقيا»، مهوِّناً التحديات الأمنية واللوجستية التي تواجه هذا الحدث الكبير. وصرح وزير شؤون الرئاسة كولينز تشابان، بأن «قدوم زعماء العالم إلى جنوب أفريقيا خلال مهلة قصيرة يعكس المكانة الخاصة للرئيس مانديلا في قلوب شعوب العالم». وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيراه الفرنسي فرنسوا هولاند والبرازيلية ديلما روسيف والإيراني حسن روحاني حضورهم، إضافة إلى الرئيس الألماني يواكيم غاوك والكوبي راؤول كاسترو ورئيس زيمبابوي روبرت موغابي، ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كامرون والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وتعيش جنوب أفريقيا منذ وفاة مانديلا حالة من الحزن لا تضاهيها إلا الفرحة العارمة التي غمرت البلاد لدى إطلاق مانديلا من السجن عام 1990، بعد 27 سنة في الاعتقال، ثم فوزه بأول انتخابات متعددة الأعراق بعد أربع سنوات. وأول من أمس، نعتْ ملايين الجنوب أفريقيين في الكنائس والمساجد والمعابد ومجالس البلدية في أنحاء البلاد، من نهر ليمبوبو إلى اقليم الكاب، رجلاً يعتبرونه «أبا الأمة»، ومنارة عالمية للنزاهة والاستقامة والتصالح. ويسجّى جثمان مانديلا بعد مراسم التأبين اليوم على نعش مفتوح لمدة ثلاثة أيام في مبنى الاتحاد بالعاصمة بريتوريا، حيث مقر قصر الرئاسة ومقر الحكومة، علماً أنه سيُدفن الأحد المقبل في مسقط رأسه كونو بإقليم كاب (شرق) في مراسم تحضرها شخصيات كبيرة قليلة «من أجل ترك المناسبة للأسرة». في المقابل، أعلن الدالاي لاما الذي رفضت سلطات جنوب أفريقيا في السنوات الأخيرة طلبين لمنحه تأشيرة دخول، أنه لن يشارك في الجنازة، كما عدَل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن المشاركة بسبب التكاليف الباهظة للرحلة.