وسط أناشيد وكلمات رثاء تجمع ابناء جنوب افريقيا من كل حدب وصوب لتأبين الزعيم الراحل نلسون مانديلا الذي يعتبرونه نموذجا لبناء أمة وعالم أفضل. وتجمع المواطنون في الكنائس والمساجد والمعابد ومجالس البلدية في أنحاء البلاد من نهر ليمبوبو إلى إقليم الكاب حيث نعى الملايين رجلا يعتبرونه "أبا الأمة" ومنارة عالمية للنزاهة والاستقامة والتصالح. مانديلا أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا والذي قاد البلاد إلى الديمقراطية متعددة الأعراق منهيا سياسة الفصل العنصري توفي يوم الخميس عن 95 عاما بعد صراع مع المرض دام شهورا. ومنذ وفاته تنهال على جنوب إفريقيا التعازي وتتركز أعين العالم على منزله في جوهانسبرج حيث تضع الحشود الزهور والرسائل والبالونات. وفي كنيسة رجينا ماندي في سويتو وهي أكبر كنيسة كاثوليكية في جنوب إفريقيا تجمع المئات من الصغار والكبار لتأبين مانديلا ومستقبل البلاد. وقال جلاديز سيملين "نصلي من أجل الاثنين.. الناس يدعون أن يكون هناك تغيير وأن نتوحد." وبدأ امس برنامج تأبين رسمي يتضمن قداسا في استاد جوهانسبرج يوم الثلاثاء وجنازة رسمية يوم الأحد المقبل في كونو مسقط رأس مانديلا بإقليم الكاب الشرقي والتي من المتوقع أن تكون واحدة من الجنازات التي تشهد أكبر تجمع لزعماء العالم في التاريخ الحديث. واعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما وزوجته ميشال سوف يتوجهان الثلاثاء الى جوهانسبورغ للمشاركة في مأتم نلسون مانديلا. ولم توضح الرئاسة الاميركية ما اذا كان اوباما سيشارك في مراسم تشييع مانديلا المقررة يوم 15 ديسمبر. كما اعلنت الاممالمتحدة السبت ان امينها العام بان كي مون سوف يشارك الثلاثاء في جوهانسبورغ بمأتم نلسون مانديلا.