نجحت جهود دولية في إسكات أصوات المدافع في المواجهات الدائرة في منطقة دماج بمحافظة صعدة، شمالي اليمن، الأمر الذي مكن أربع سيارات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر من دخول المنطقة، ومروحية عسكرية لإنقاذ الجرحى العالقين بها، بسبب القصف العنيف الذي تعرضت له المنطقة من قبل جماعة الحوثي، التي استخدم مسلحوها الدبابات وصواريخ الكاتيوشا لقصف المنطقة، مما خلف المئات من الضحايا بين قتيل وجريح. وأوضحت مصادر بدماج أن السيارات دخلت بعد وساطة من مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بنعمر؛ من أجل نقل الجرحى، لكنها أشارت إلى أن السيارات لا تكفي لنقل العدد الكبير من الجرحى، الذين أصيبوا في المواجهات الأخيرة، خاصة خلال اليومين الماضيين. وكان بنعمر بذل جهودا خلال اليومين الماضيين للوصول إلى هدنة بين جماعة الحوثي والسلفيين، وتجاوب الحوثيون مع الجهود الدولية بعد أن رفضوا التعاون مع لجنة رئاسية شكلها الرئيس عبدربه منصور هادي، إذ رفضوا السماح لهم بدخول دماج أو وقف إطلاق النار. وقال بنعمر في مؤتمر صحفي عقده أمس بصنعاء، إن قافلة سيارات تابعة للصليب الأحمر دخلت منطقة دماج لتقديم الخدمات الطبية ونقل الجرحى، مشيرا إلى "وجود عدد كبير من الجرحى من الطرفين، منها 25 حالة حرجة". وأضاف أن الحكومة تتابع ما يجري، وأنه على تواصل مع الرئيس هادي، الذي يبذل جهودا مكثفة لمعالجة الوضع الأمني. وذكّر بنعمر اليمنيين بأنهم اتفقوا على أن الحوار الشامل هو الوسيلة الوحيدة لحل جميع القضايا المستعصية، معدّا أن النزاع الذي نشب في الأيام الأخيرة في دماج يهدد أمن اليمن، خاصة أن هناك حشودا كبيرة لمسلحين بمناطق مختلفة، وهذا الوضع له انعكاسات أمنية كبيرة. ودعا بنعمر الأطراف المتصارعة إلى الجلوس على طاولة الحوار، وإنهاء الخلافات عبر الحوار المسؤول والبناء، مؤكدا قدرة اليمنيين على إنهاء الخلافات بالحوار. وكانت جماعة الحوثي، التي قاتلت النظام لست سنوات، واستولت على عدد كبير من السلاح الثقيل، من بينها دبابات ومنصات صواريخ، قد شنت هجوما على بلدة دماج التي يقع بها مركز تعليم ديني سلفي أسس قبل أكثر من ثلاثين عاماً في صراع على خلفية طائفية بدأ قبل أكثر من عام.