تصاعدت أمس حدة الخلافات الطائفية والمواجهات مع تنظيم «القاعدة»، وسط بوادر أزمة سياسية تهدد العملية الانتقالية، وتعرقل مؤتمر الحوار الوطني بعدما فشل المتحاورون في التوصل إلى توافق على شكل الدولة وعدد الأقاليم وقضايا العدالة الانتقالية. وتجددت فجر أمس المواجهات العنيفة بين جماعة الحوثي وأنصار التيار السلفي في محافظة صعدة، شمال اليمن، موقعة عشرات القتلى والجرحى، في حين أخفقت اللجنة الرئاسية في إنهاء وضع حد للاشتباكات التي تدور في محيط منطقة دماج التي يسيطر عليها السلفيون قرب صعدة. وقالت مصادر محلية ل «الحياة»، إن «المواجهات اندلعت فجر أمس بمختلف أنواع الأسلحة»، واتهمت مصادر سلفية جماعة الحوثي ب «قصف منطقة دماج بصواريخ كاتيوشا وتدمير أحد المساجد ظهر أمس، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى». و أعلن حزب اتحاد الرشاد (السلفي) أمس، تعليق مشاركته في مؤتمر الحوار الوطني احتجاجاً على ما وصفه ب «جرائم الحوثيين بقصف منطقة دماج»، مطالباً بتشكيل لجنة فورية لتقصي الحقائق، واتهم الحزب في بيان حصلت «الحياة» على نسخة منه»، جماعة الحوثي بقصف منطقة دماج «بالدبابات والأسلحة الثقيلة»، ما أدى «إلى تهديم المنازل وحرق المكتبات العلمية والمساجد وقتل وجرح العشرات من الأبرياء رجالاً ونساءً وأطفالاً». وكانت لجنة رئاسية تمكنت من عقد هدنة بين الجانبين أكثر من مرة في الأشهر الأخيرة قبل أن تنهار نهائياً أثناء إجازة عيد الأضحى وتتجدد المواجهات بشكل متقطع وسط اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق. وفي حين أفادت مصادر قبلية «الحياة»، أن «حشوداً موالية للسلفيين بدأت تتوافد على صعدة من ثلاث جهات لفك الحصار عن منطقة دماج ومواجهة الحوثيين»، أكدت مصادر حكومية رسمية أمس، أن «اللجنة الرئاسية المكلفة حل النزاع التقت أمس محافظ صعدة فارس مناع وناقشت معه سبل تهدئة الوضع في دماج ووقف إطلاق النار ودعوة الجميع إلى التعاون في حفظ الأمن والاستقرار والحفاظ على السكينة العامة والتعايش السلمي وتغليب المصلحة العامة والرجوع إلى طاولة الحوار». وأعلن وزير الدولة عضو مجلس الوزراء حسن شرف الدين المقرب من جماعة الحوثيين استقالته من الحكومة، واتهمها ب «العجز والفشل والضعف»، على ما جاء في بيان الاستقالة، كما اتهم رئيس حكومة الوفاق ب «الانقياد إلى طرف سياسي بعينه»، وقال إن «الضعف الذي اعترى عمل الحكومة عائد إلى ضعف رئيسها، الذي عمل منقاداً لرغبات حزبية، فبدت حكومة طرف سياسي لا حكومة وفاق، وتجلى ذلك بدعم طرف سياسي معين في كثير من المجالات دعماً سياسياً ومادياً وإدارياً». على صعيد آخر، نفذ أنصار «الحراك الجنوبي»، الرافض الحوار الوطني والمُطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، أمس عصياناً شمل معظم المدن في الجنوب، وشهدت مدينة المكلا في محافظة حضرموت صدامات مع الشرطة أسفرت عن مقتل أحد المحتجين وجرح آخرين، فيما عادت الحياة في معظم المدن تدريجاً إلى طبيعتها بعد الظهر. في غضون، ذلك شن سلاح الجو اليمني أمس عدداً من الغارات على مناطق جبلية في محافظة أبين مستهدفاً تنظيم «القاعدة»، وقال شهود ل «الحياة» إن القصف «تركز على مديرية المحفد التي ينشط فيها مسلحو التنظيم وسط معلومات عن سقوط قتلى وجرحى». وأضافت المصادر أن مسلحي «القاعدة» فرضوا طوقاً على المنطقة المستهدفة ومنعوا الوصول إليها، ما أدى إلى عدم توافر معلومات دقيقة عن حصيلة هذه الغارات، التي جاءت غداة اشتباكات بين التنظيم وقوات من الجيش في بلدة غيل باوزير التابعة لمحافظة حضرموت.