عاصفة من "المعاريض" تقابل أول يوم دراسي بعد إجازة عيد الأضحى المبارك، بعد قرار مدير مكتب التربية والتعليم بصفا جدة، إلغاء "ثانوية مكي بن أبي طالب"، وتحويل أكثر من 240 طالباً إضافة إلى معلميها وإدارييها إلى مدارس أخرى مجاورة على الفترتين المسائية والصباحية. "وثائق المعاريض"، التي تحتفظ "الوطن" بنسخ منها، تشير إلى ما يشبه "الكر والفر" بين أصحاب القرار في إدارة تعليم الصفا، والطلاب وأولياء أمورهم ومدير المدرسة الملغاة وكادره التدريسي والوظيفي، وحجة الفريقين هي "مصلحة الطلاب وتحصيلهم الأكاديمي والنفسي والتربوي". واستند مدير مكتب تعليم الصفا مسدف بن محمد الحازمي على ثلاثة محددات رئيسة، شكلت دوافع ما بعد قرار الإلغاء الموقع في الثالث من ذي الحجة الجاري، وهي: أولاً يتم تحويل كافة الطلاب إلى مدرستي الأمير مشعل وعبدالله بن أنس الثانويتين، ثانياً يخير كافة الطلاب السعوديين بين المدرستين، بحسب رغباتهم في مختلف الصفوف. أما البند الثالث فيتضمن أن تغذى المدرستان المحول لهما الطلاب من المعلمين حسب الاحتياج، على أن يتم تخيير المعلمين بحسب الرغبات. وشدد الحازمي على أن يتم تنفيذ القرار مع العودة الرسمية للدراسة في 16 ذي الحجة الجاري. خطاب الحازمي تبعه خطاب آخر موجه من مدير المدرسة الملغاة عبد الرحمن بن ناصر الشهري، وأبرز ما جاء في خطابه الموجه لمدير تعليم الصفا، أن مدرسته مستقرة وليس بها أي مشاكل أو ملاحظات، وأن إلغاءها بهذه الطريقة السريعة "غير مناسب بتاتاً"، مركزاً على أن تنفيذ مثل القرار يحتاج إلى وقت كافٍ، وليس إلى "التنفيذ الفوري". بند ثالث آخر طرحه مدير المدرسة، وهو تذمر الطلاب وأولياء أمورهم من "الإجراء"، وحجته في "خطاب الرد" ترتكز على غياب التوقيت المناسب، ودلالات الانعكاسات النفسية السيئة على مستوى الطلاب التحصيلي، مذيلاً خطابه بضرورة "تأجيل" إلغاء المدرسة حتى نهاية الفصل الدراسي الثاني. لم يتوقف أمر الإلغاء عند حدود المسافة بين مدير التربية والتعليم بالصفا ومدير المدرسة الملغاة، بل امتد إلى منسوبي مدرسة "مكي بن أبي طالب" الثانوية من المعلمين والإداريين، حيث وجهوا هم أيضاَ بياناً لإدارة تعليم الصفا، يؤكدون فيه على عدة سياقات يمكن عنونتها ب"مصلحة العملية التعليمية"، كتدني مستوى الطلاب، وبخاصة الصفين الثاني والثالث الثانوي، إضافة رغبة عدد من الطلاب في عدم مواصلة دراستهم، نظرا للحالة النفسية التي يعيشونها بعد قرار الإلغاء. ويرى المعلمون أن عدم استجابة مدير تعليم الصفا لنداءات "الجميع" مخالف لنهج وزارة التربية والتعليم في تحقيق مصلحة الطالب ووضعه النفسي، علماً بأن المدرسة تم استحداثها قبل عامين فقط وفقاً لبيان المعلمين. ويؤكد المعلمون أن قرار "تحويل" الدراسة من الفترة المسائية التي اعتادوا عليها إلى الفترة الصباحية، سيعني تعديلاً "غير سليم" في ظروفهم الاجتماعية والحياتية، و"تهميش" دورهم في اتخاذ قرار كهذا، رغم أنهم في الميدان وأقرب إلى نفسية ووضع الطلاب، مشيرين إلى أن قرار تعليم الصفا فيه "نقل تعسفي لهم، ويتجاوز أحقية المعلم في اختيار المدرسة المناسبة، التي كفلتها أنظمة الخدمة المدنية ووزارة التربية والتعليم". من جهته، قال أحد أولياء أمور الطلاب عطية الغامدي ل "الوطن" إن محاولاتهم لا زالت مستمرة لإلغاء القرار، وإكمال الدراسة في مدرسة "مكي بن أبي طالب"، وأنهم وجهوا بياناً إلى مدير إدارة التربية والتعليم بجدة عبد الله الثقفي، رافضين فيه القرار جملة وتفصيلاً. وأشار إلى أنهم ماضون في رفع سقف مطالبهم إلى أعلى سلم بالجهاز التعليمي. ولعل أبرز ما جاء في خارطة "المعاريض" بيان طلاب الثانوية، الذين أشاروا إلى أن مدير مكتب مدير عام التربية والتعليم بجدة، قام بطرد أحد زملائهم، حينما ذهبوا للاعتراض على إلغاء مدرستهم، وأنه لم يكتف بذلك وإنما استدعى الأمن لهم، ومنعهم من مقابلة المدير العام، على حد قولهم، وهو ما لم تتأكد منه "الوطن" بشكل رسمي.