أغلقت الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة الرياض، مدرستين مسائيتين للبنين، وأخرى بصدد إنهاء العمل فيها، بيد أن مدير الإعلام التربوي في «تعليم الرياض» خالد الحسينان برر إغلاق المدرستين بأنه تجربة للتعليم المسائي لكنها لم تنجح. واعتبر مدير مدرسة سعيد بن العاص المسائية (متوسطة - ثانوية) في مدينة الرياض إبراهيم الأحمد، أن قرار مساعد المدير العام للشؤون الدراسية في منطقة الرياض سليمان المقوشي بإغلاق مدرسته لم يتضمن أسباباً استدعته إلى ذلك سوى جملة «تغلق المدرسة للصالح العام»، لافتاً إلى أن المدرسة حاصلة على شهادات شكر العام الماضي، إضافة إلى أن جميع المشرفين الذين زاروها أثنوا على الجهود المقدمة. وأضاف: «خطاب الإغلاق (تحتفظ «الحياة» بنسخة منه) صدر في فترة الإجازة الصيفية في 21-9-1432 من دون أي سابق إنذار، على رغم أنه لا توجد أي شكاوى أو مخالفات على المدرسة، سواء من الطلاب أو من طاقم الإدارة أو المدرسين»، مشيراً إلى أن عدداً من خريجي المدرسة مبتعثون في الخارج لاستكمال دراساتهم، ومنهم من حصل على شهادة الدكتوراه، ما يؤكد عدم صدقية القرار الخاص بإغلاقها، إذ إنه يتنافى مع الدور الإيجابي الذي تضطلع به المؤسسة التعليمية من محاربة للجهل وبناء جيل متعلم. وشدّد على أن طاقم المدرسة التعليمي من إدارة ومعلمين وطلاب لم يستسلموا لخطاب مساعد المدير العام للشؤون الدراسية، ولا يزالوا يمارسون نشاطهم بشكل طبيعي كالمعتاد، متوعداً بعدم الرضوخ لطلب الإغلاق إلا إذا كان بقرار وزاري بناء على قاعدة «ما يفتح بقرار وزاري لا يغلق إلا بمثله، وما يغلق بقرار وزاري لا يفتح إلا بقرار إداري»، مؤكداً أن ما وصله هو خطاب إداري وليس وزارياً رسمياً، إذ إنه موجه إلى مكتب الإشراف في السويدي، الذي لم يرسل نسخة منه حتى الآن إلى المدرسة. وتابع: «قابل عدد من أولياء أمور الطلاب نائب وزير التربية والتعليم فيصل بن معمر لبحث أسباب إغلاق المدرسة، ولجوء عدد من الطلاب إلى مساعد المدير العام للشؤون المدرسية سليمان المقوشي، لكنهم لمن يجدوا حلول جذرية لإكمال تعليمهم في حال إغلاق المدرسة، كون المدارس الصباحية لا تقبلهم، لكبر سنهم في الوقت الذي لا توجد فيه رغبة من الطلاب أنفسهم في الالتحاق بالمدارس الليلية، معللين رفضهم بكبر سن رواد تلك المدارس، وأنهم في أعمار آبائهم، كما لا توجد بها أنشطة تتناسب معهم». ولفت إلى أن عدد المدارس المسائية في مدينة الرياض ثلاث فقط، أغلقت اثنتان هما سعيد بن العاص، وسلمة بن هشام، التي أغلقت بسبب كثرة مشكلاتها ونقل مديرها تأديبياً، على حد قوله، ومدرسة ثابت بن الربيعة. ووجد قرار إقفال مدرسة سعيد بن العاص امتعاضاً كبيراً من أولياء منسوبيها من الطلاب، إذ استغرب ولي أمر الطالب سلمان الداؤود من اعتقاد مساعد المدير العام للشؤون المدرسية أن إغلاق المدرسة يخدم المصلحة العامة في الوقت الذي لم يستطع فيه أخوه ذو ال18 عاماً (في الصف الأول الثانوي) استكمال تعليمه في المدارس الصباحية، التي ترفض التحاقه بها لكبر سنه، «أما المدارس الليلية فإنها غير صالحة لمثل هؤلاء المراهقين، على اعتبار أن روادها من ذوي ال30 وال40 عاماً فما فوق»، مشيراً إلى أن ما يحدث يتنافى مع إرادة أولياء الأمر بالقضاء على الجهل بنشر العلم وخلق جيل مثقف وعقول مستنيرة. وباللهجة ذاتها، استاء ولي أمر الطالب في الصف الثاني الثانوي في المدرسة المأمور بإغلاقها عبدالعزيز الحربي ل«الحياة» من القرار الذي وصفه ب«التعسفي»، مضيفاً: «الدولة وفرت فرصة التعليم لابني ومن هم في سنه فلماذا يعمل المسؤولون على حرمانهم من هذه الفرصة». وقال سعود ناصر الضويلع (ولي أمر طالب في الصف الثاني الثانوي بالمدرسة نفسها): «من الظلم إغلاق المدرسة التي يتعلم فيها أبناؤنا، إذ عندما أمر ولي الأمر بفتح المدارس أراد رفعة البلاد، وانتشال مثل هؤلاء الشبان من الضياع لا إغلاق السبل في وجوههم»، مؤكداً أن هذا القرار سيكون بمثابة تشجيع لهم على البطالة والتسكع في الشوارع وممارسة التصرفات التي يرفضها المجتمع. في المقابل، دافع مدير الإعلام التربوي في منطقة الرياض خالد الحسينان عن القرار الصادر بشأن المدرستين، بأن إغلاق مدرستي سعيد بن العاص المسائية (متوسطة - ثانوية)، وسلمة بن هاشم الثانوية، بناءً على اعتبار أنهما تجربة للتعليم المسائي، وفرصة للمعلمين الذين يودون العمل مساءً لكنها لم تنجح، ما أدى إلى تشكيل لجنة من التربويين أكدت وجوب إغلاقهما، مع تكفل إدارة التربية والتعليم في المنطقة بضمان مقعد لكل طالب في المدارس المعنية في المدارس النهارية القريبة من منازلهم. وأضاف ل«الحياة»: «على أولياء الأمور مراجعة إدارة التربية والتعليم في الرياض في حال عدم قبول أبنائهم من جانب المدارس النهارية القريبة منهم لاتخاذ اللازم»، مشدداً على أن أولياء أمور الطلاب الذين تحدثوا عن علامات أبنائهم الجيدة لا يعرفون ما تم تحصيله من الطلاب الآخرين. وحاولت «الحياة» التواصل مع المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم محمد الدخيني لمعرفة رأي الوزارة من القضية، بيد أن جميع المحادثات لم تفلح في الوصول إلى ذلك، إذ لم يجب على الاتصالات المتكررة على هاتفه. ... و«حفريات» أمام «ابتدائية» تشكّل خطراً على الطالبات