يحكي "الشارع الجديد" في مشعر منى لغة غريبة على اللسان العربي، مع أن الناطقين بها عرب ومن دول عربية، حيث تمتلك عشر دول عربية في شمال أفريقيا أفرادا يتحدثون اللغة "الأمازيغية" ويستطيعون تبادل أطراف الحديث فيما بينهم في حين لا يفهمها البقية. شارع مخيمات دول شمال أفريقيا العربية، يحفل ب"الأمازيغ" وهي كلمة تعني النبلاء، حيث يستعد الحاج "الأمازيغي" في شمال أفريقيا وقبل قدومه إلى مكةالمكرمة بشهرين، بالتجهيز للرحلة المقدسة عبر التأكد من تعاليم أركان الحج وواجباته وآدابه، والانخراط في الدورات التدريبية التي تقيمها لهم الشؤون الإسلامية المعنية بإقامة هذه الدورات، حيث لا تقتصر الدورات التأهيلية لأداء الحج على الأقلية الأمازيغية، بل تشمل غيرهم من الحجاج، حيث تعطى الدروس التدريبية للفائزين في القرعة من كل عام. يقول الحاج علي المجيب، من دولة الجزائر: الأمازيغية تتفرع إلى تنوعات تختلف قليلا من منطقة إلى أخرى بين الدول، وهو ما قد يشكل عائقا لتطوير الأمازيغية، الشيء الذي يستدعي وضع قواعد ومعايير لها، لكن تنوع (اللهجات) الأمازيغية متحدة فيما بينها بشكل كامل في ما يخص قواعد اللغة والصرف والنحو، وينحصر الاختلافات في المعجم، حيث تستعمل مترادفات لها نفس المعنى وبعض الاختلافات الطفيفة في التنغيم والنطق، فيما يمكن لأي أمازيغي، من الجزائر مثلا، إن يتقن التحدث بأمازيغية مع أي أحد في مشعر منى من سكان شمال المغرب مع اختلاف بمفردات مترادفة. ويذكر الحاج صديق مراد، من شمال المغرب، أن الأوقاف والشؤون الإسلامية نظمت لهم في السنوات الأخيرة دورات لفائدة الحجاج، ليتعلموا كيفية أداء المناسك وأركان الحج وواجباته وآدابه، وقال "انخرط الحجاج الفائزون بمنحة الحج بمختلف الجهات بعد عيد الفطر بتنظيم هذه الدورات في مختلف الأقاليم، وفق برنامج يتم بتنسيق مع المجالس العلمية، لتوعية الحجاج دينيا وتفقيههم في مناسك الحج، وذلك عبر مختلف المساجد ومقرات المجالس العلمية في مختلف المناطق، وتم تزويدنا في النهاية بجهاز ناطق بالأدعية بجميع اللغات ومنها اللغة الأمازيغية".