أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن، خلال اجتماع في نيويورك أمس، أن الوقت المطلوب للحصول على النتائج النهائية لتحليل العينات التي جمعها مفتشو الأسلحة الكيماوية في سورية الأسبوع الماضي يصل إلى أسبوعين. مشيراً إلى ضرورة أن يتم التحليل وفق الطرق العلمية المثبتة في مثل هذه الحالات. وكان موكب المفتشين الدوليين قد وصل إلى لبنان صباح أمس بعد الانتهاء من مهمته. وأعلن المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نيسيركي أن الفريق أكمل عمله في سورية، وأنه يعتزم إصدار تقرير سريع بشأن الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيماوية في النزاع السوري. وكان الفريق الذي يرأسه الخبير السويدي آكي سيلستروم قد وصل دمشق قبل أيام من الهجوم الذي حصل على موافقة السلطات السورية بالتحقيق في تداعياته. وزار المحققون الدوليون معضمية الشام والغوطة الشرقية بريفي العاصمة. وهي المناطق التي شهدت قصفا بالسلاح الكيميائي. وأخذوا عينات من التربة ومن المصابين سيتم تحليلها في مختبرات أوروبية. كما زاروا مستشفى المزة العسكري لمعاينة مصابين قيل إنهم تعرضوا لغازات سامة. وكشفت مصادر مطلعة أن فريق المفتشين الدوليين الذي غادر دمشق في ساعة مبكرة صباح أمس بعد انتهاء مهمته في التقصي عن حقيقة استخدام الأسلحة الكيماوية في غوطة دمشق الأسبوع قبل الماضي أكد عثوره على أدلة قوية تدين النظام السوري، مشيرة إلى أن رئيس الفريق أوضح أن النظام السوري استخدم تلك الأسلحة ضد شعبه، وأن الأدلة التي توصل إليها تثبت ذلك بصورة لا تدعو للشك. وأضاف المصدر أن الفريق الأممي توصل إلى أن الطريقة التي أطلقت بها تلك الأسلحة تتضمن استخدام تقنية متقدمة للغاية لا يمكن للمعارضين الحصول عليها. وأشارت المصادر إلى أن المعلومات تتعلق بمكان وتوقيت إطلاق الصواريخ الكيماوية، وقال "هناك أدلة دامغة على تورط ذلك النظام في قتل الآلاف من شعبه. وهناك دلائل تم جمعها من 11 موقعاً تثبت كلها أن الأسد استخدم الأسلحة الفتاكة أكثر من مرة. كما توصل الفريق لما يثبت أن كبار المسؤولين في دمشق كانوا على علم بالهجوم. وعلى صعيد الجدل الدائر حول قانونية شن غارات عسكرية على سورية بسبب استخدام أسلحة فتاكة ضد المدنيين، قال المحامي البارز في حقوق الإنسان والخبير بمعهد مانهاتن لأبحاث السياسة جيفري روبرتسون إن بإمكان الولاياتالمتحدة والدول الغربية أن تتدخل في الصراع، وإنه لا يوجد ما يدعو على الإطلاق لقرار يصدره مجلس الأمن للموافقة على تحركات ترمي إلى وقف أو معاقبة أو ردع جريمة ضد الإنسانية. وتابع قائلاً "استخدام أي قوة يجب أن يكون بصورة نسبية، وأن يكون هدفها هو ردع سورية ومنع استخدامها غازات سامة في المستقبل. فليس من الممكن أن يحظر العالم استخدام أسلحة كيمائية ثم يقف مكتوف الأيدي حيال استخدام دولة ما لها وقتل مدنيين. وأضاف "خلاصة القول هي أن هناك مجموعة ضخمة وهامة من المعلومات التي تؤكد مسؤولية الحكومة السورية عن الهجوم الكيماوي. إلى ذلك تصاعد الخلاف الأميركي الروسي بسبب الموقف من سورية، حيث أعلنت موسكو أن الرئيس فلاديمير بوتين لا يخطِّط لعقد لقاء رسمي مع نظيره الأميركي باراك أوباما خلال قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورج، وأضاف مسؤول السياسة الخارجية بالكرملين يوري أوشاكوف أن بوتين سيصافح أوباما مثلما سيصافح القادة الآخرين المشاركين بالقمة التي تعقد أواخر الأسبوع الجاري. وكان بوتين قد وصف اتهامات الولاياتالمتحدة للنظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي في غوطة دمشق بأنها مجرد "هراء".