أكد أخصائي التغذية بمركز الأمير عبدالعزيز بن ماجد لمرضى السكري بالمدينة المنورة الدكتور عبدالودود الشنقيطي، أن مرضى السكري هم الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب. وبنى الشنقيطي هذا التصور من خلال ما يعانيه هؤلاء المرضى من صعوبة في اتباع التوصيات الخاصة بمرضى السكري، كما أن لديهم ضعفاً في السيطرة على التمثيل الغذائي، ومعدلات أعلى في حدوث مضاعفات، وزيادة في الحاجة إلى الرعاية الصحية وتكاليفها، وزيادة الإعاقة وفقد الإنتاجية، ونوعية حياة أقل بالإضافة إلى زيادة خطر الموت. وأوضح الشنقيطي أنه تختلف التقديرات العالمية لانتشار الاكتئاب بين المصابين بالسكري باختلاف نوع السكري نفسه وبين الشعوب الفقيرة والغنية. وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من السكري أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من الأشخاص الذين لا يعانون منه مع أن الآليات التي تربط بين تلك الحالات لم تتضح معالمها بالكامل بعد. بمراجعة الدراسات تبين ارتباط الاكتئاب بزيادة قدرها 60% للسكري من النوع 2، في حين صاحب النوع 2 من السكري نسبة معتدلة بلغت 15% لاحتمال زيادة الإصابة بالاكتئاب 1. وبين الشنقيطي أن مريض السكري يحتاج إلى التعامل بنجاح مع المرض لتجنب حدوث مضاعفات، وقد أظهرت الدراسات علاقة وثيقة بين الاكتئاب وعدم الالتزام بالإرشادات العامة وضبط النفس، والتي تقترن بالمعدل المرتفع لمضاعفات مرض السكري بين هؤلاء الذين يعانون من الاكتئاب، ويواجه الأشخاص المصابون بالسكري والاكتئاب خطراً أكبر يتمثل في الإعاقة، وقلة الإنتاجية في العمل، وانخفاض جودة الحياة كما أنهم يواجهون خطر الموت بشكل أكبر، كما توضح الدراسة التي وجدت علاقة وثيقة بين مرضى السكري والاكتئاب ومعدلات الوفاة المرتفعة، هذا بخلاف ما يعود من الإصابة بأحد المرضين وحده. وعن الرعاية الصحية والعلاج قال الشنقيطي، إن المتابعة المستمرة وعلاج الاكتئاب لا يتم بالشكل المطلوب في الرعاية الأولية، ومن أحد العوائق التي تحول دون التشخيص السليم للاكتئاب وعلاجه هو صعوبة التمييز بين أعراضه وأعراض ضعف القدرة على التحكم في مرض السكر. وتتأثر التحديات الخاصة بعلاج الأشخاص المصابين بالسكري والاكتئاب بنظام الشخص نفسه ونظام الرعاية الصحية، وقد أدت عوامل مثل السمات التشخيصية وقلة وعي المريض إلى تقليل فرص أن يتلقى مريض السكري والاكتئاب أفضل رعاية صحية ممكنة، ويتطلب التعامل الفعال مع حالات السكري مع الاكتئاب وجود أسلوب متعدد المجالات. ففي عدد من أماكن الرعاية الصحية، يتم تقسيم عملية علاج مريض السكري، ويتطلب الأمر الإحالة إلى ممارسين في فروع طبية مختلفة، والذين يوجدون في كثير من الحالات في أماكن بعيدة عن بعضها البعض. تتطلب الرعاية الطبية المنسقة تنفيذ استراتيجيات فعالة لزيادة الوعي بمرض الاكتئاب، ودمج معايير الجودة المتكاملة للتعامل مع الإرشادات الطبية الخاصة بالاكتئاب والسكري. وبين الشنقيطي أن هناك ارتباطا مباشرا بين مرض السكر والاكتئاب عند النساء، وأن التقارير أكدت أن النساء اللاتي يُعانين من السكري معرضات بنسبة 29% أكثر من الأخريات للإصابة باضطراب الاكتئاب، بينما المريضات اللاتي يتعالجن بحقن الأنسولين ترتفع نسبة الإصابة لديهن باضطراب الاكتئاب يصل إلى 53% خلال السنوات العشر. وقال الباحث إن الضغوط النفسية وما تنتجه يلعب دوراً بين الربط بين مرض السكر واضطراب الاكتئاب، كما أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب يُعانون من ارتفاع مستوى الهرمونات المتصلة بالضغوط النفسية مثل الكورتيزول، والذي يقود إلى تغيّر في مستوى الجلكوز في الدم، وارتفاع مقاومة الأنسولين وترسّب الدهون حول الخصر.