نظّم قسم الباطنة بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بجدة ، الشؤون الصحية للحرس الوطني بالتعاون مع الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع برعاية من احدى شركات الأدوية المؤتمر الطبي الثاني لرعاية مرضى السكري وذلك بمناسبة اليوم العالمي للسكر، ويهدف المؤتمر إلى توحيد الجهود بين أطباء السكري وأطباء الأسرة والمجتمع ، وجميع الأطباء الذين لهم علاقة بمتابعة وعلاج مرض السكري ، وذلك في إطار محاولة إيجاد آلية ومنظومة موحدة خاصة بالمملكة بشكل خاص وباقي دول المنطقة بشكل عام للوقاية والعلاج من مرض السكري ومتابعته ويهدف المؤتمر أيضا إلي الاطلاع على أحدث المستجدات في علاجات مرض السكري و مضاعفاته . وقال الدكتور عبد الله موسى كراوغ رئيس اللجنة المنظمة ورئيس وحدة الغدد والسكري للكبار ومدير برنامج التدريب للزمالة السعودية في تخصص الغدد والسكري بمدينة الملك عبد العزيز الطبية ، مستشفى الملك خالد للحرس الوطني بجدة، إن أهم المحاور التي تطرّق لها المؤتمر هي الاطلاع على آخر إحصائيات مرض السكري في السعودية بصفة خاصة ومنطقة الخليج ومقارنتها بنظيراتها عالميّاً ، كما أنه سوف يبحث المؤتمر مدى انعكاس المرض على الصحة العامة للفرد والمجتمع والمراكز العلاجية من الناحية الاقتصادية وغيرها من المحاور المهمة الأخرى . وأوضحت استشارية أمراض الغدد الصماء والسكر بمستشفى الملك فهد العسكري بجدة الدكتورة سامية بخاري أن المؤتمر قد ناقش آخر المستجدات العلاجية كالأدوية الجديدة التي تعطى عن طريق الفم لعلاج الأمراض الناتجة عن مضاعفات الإصابة بالسكري كمرض آلام الاعتلال العصبي المصاحب لداء السكري، وتجدر الإشارة هنا إلى أن بعض مرضى السكري يتجهون إلى استعمال مضادات الألم اللاسترويدية وهذا لا يعالج مرض الاعتلال العصبي لديهم ، حيث يمكن علاجه باستخدام علاجات اخرى مثل الليريكا حيث يعمل على تقييد نوع محدد من البروتينات في خلايا الأعصاب المعتلة ومن ثم تهدئتها وتخفيف الألم عند المريض، ويعتبر ليريكا العلاج الأول صاحب الفعالية العالية المتوفر لهذا المرض المرتبط بالسكري على مستوى العالم والذي تمت إجازته من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، كما تم التطرق أيضاً الى أمراض القلب وأمراض العيون الناتجة عن هذا المرض . وأشار الدكتور عبد الحليم جمال كنسارة استشاري ورئيس قسم القلب بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بجدة ، في كلمته إلى مرضى اختلال الكلسترول ونسبة حدوثه لدى مرضى السكر وآخر الدراسات التي تتكلم عن وقاية مريض السكر من أمراض القلب، وقال " وفقاً لآخر الإحصائيات قفزت المملكة العربية السعودية في معدلات الإصابة بداء السكري إلى مستويات عالية، فاقت في ذلك النسب العالمية، وسجّلت في عام واحد ما سجله العالم في عدة أعوام،وركز على الدور الجماعي الوقائي لمنع مضاعفات امراض القلب للمصابين بالسكر وعلى اهمية معالجة الامراض المتزامنة مع السكر حيث إن مرض السكري يتسبب في عدة أمراض اخرى تكون مرتبطة به كأمراض السمنة والضغط وارتفاع الكوليسترول في الدم" ، ومن هنا فقد ناقش المؤتمر استخدام العلاجات التي تسهم لحد كبير في الحد من خطر الإصابة بهذه الأمراض وعلى رأسها الستاتين مثل ال " أتورفاستاتين" المعروف باسم ليبيتور، والذي يستخدم في علاج الدهون للمرضى البالغين المصابين بداء السكري من النوع الثاني، ويسهم الليبيتور في الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 37 في المائة ، كما يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تصل الى 48 في المائة . الجدير بالذكر أن مرض السكري قد يتسبب في 39 في المئة من حالات اعتلال الشرايين، ويعاني 32 في المئة من المصابين بالسكر من اعتلال الكلى المسبب الأول للفشل الكلوي، ويعاني 23 في المئة من المياه البيضاء بالعينين ، 17 في المئة لاعتلال الشبكية ويعد السبب الرئيس وراء وفاة تسعة في المئة سنويّاً، أي بمعدل 200 مريض سعودي ، ويعتبر السكري المسبب الأول لبتر الأقدام في السعودية، إضافة إلى أنه مسبب رئيس للإصابة بالاكتئاب.