خسائر كبيرة تكبدتها شركات إنتاج "الكاسيت" في العالم العربي، زادت حدتها خلال الفترة القليلة الماضية، بسبب تسارع الأحداث والتوترات السياسية في المنطقة لاسيما في مصر ولبنان، حيث تُعد "القاهرة" قبلة المطربين والمطربات لطرح ألبوماتهم باعتبارها سوقا رائدا يحصد من ورائه المنتجون أرباحا طائلة. إلا أن الأحداث السياسية الأخيرة أجبرت عدداً من منتجي "الكاسيت" وحتى المطربين والمطربات، ممن لجؤوا للإنتاج على نفقتهم الخاصة، إلى توخي الحذر وإرجاء طرح ألبوماتهم في المواعيد التي كانوا قد حددوها مُسبقاً، الأمر الذي يلقي بمزيد من الغموض على تلك الصناعة التي عانت على مدار العامين الماضيين من خسائر كبيرة. ولعل من أبرز الشركات التي قررت تأجيل طرح ألبوماتها شركة "روتانا"، التي ارتأت تأجيل طرح ألبوم المطرب عمرو دياب حتى تتحسن الأوضاع، رغم أنه كان مقرراً طرحه في ثالث أيام "عيد الفطر" الماضي، وهو الإجراء التي اتخذته شركات عدة انتجت للمطربة "دوللي شاهين" و"لطيفة" والمصرية "أنغام"، وكذلك بهاء سلطان الذي اكتفى بطرح ألبومه الجديد عبر الإنترنت، وهناك الفنانة دنيا سمير غانم في أول ألبوم غنائي لها، حيث قررت تأجيل الألبوم إلى أجل غير مسمى، وكذلك المطرب مصطفى قمر والمطربة شيرين، كلهم أرجؤوا طرح ألبوماتهم. من جهتها قالت الناقدة الفنية المصرية نهى جاد في تصريح ل"الوطن"، إن الأوضاع الحالية التي تعيشها مصر وبعض البلدان العربية مثل "لبنان"، لا تُشجع على طرح أية أعمال فنية سواء أعمال سينمائية أو حتى غنائية، مشيرة إلى أن الجمهور في مصر بات مشغولاً بالوضع السياسي في بلده أكثر من أن يسمع ألبوما جديدا. أما بالنسبة لصُناع تلك المهنة، قال المنتج محسن جابر، إن الوضع الحالي غير مُشجع على الإطلاق لطرح أية ألبومات. وأكد جابر، الذي أنتجت شركته ألبوما جديدا للمطرب مصطفى قمر، أنه وعلى الرغم من انتهاء ألبوم مصطفى قمر الجديد "أنا مطمن"، قبل شهر رمضان وكان جاهزاً لطرحه منذ فترة إلا أنه فضل تأجيله حالياً، ويضم الألبوم 12 أغنية من كلمات أيمن بهجت قمر وأمير طعيمة ورضا زايد. وكذلك الأمر ينطبق على شركة" نجوم ريكوردز" لإنتاج الكاسيت، المنتجة لألبوم المطربة شيرين عبدالوهاب، وهو أول تعاون فني بينهما بعد الانسحاب من"روتانا"، فضلت الشركة تأجيل طرح الألبوم بالتنسيق مع شيرين حتى هدوء الأوضاع، رغم أنه كان مقرراً طرحه في عيد الفطر الماضي. وما يزال الفنان السعودي عبدالمجيد عبدالله يحضر لألبومه الجديد على الرغم من انتهاء معظم أغانيه، إلا أنه ينتظر الوقت المناسب للإعلان عنه. أما لطيفة التونسية فأجلت ألبومها "أحلى حاجة" إلى أجل غير مسمى، وكذلك المطرب هشام عباس أجل ألبومه الجديد" مستني"، بسبب الأوضاع، وهناك أيضاً المطرب تامر عاشور أجل ألبومه الجديد" مُنى عيني".