حينما تقضي عيدك بين جغرافية العروس، فأنت تتحدث عن "عيد غير"، كما هي "جدة غير"، فأشكال الأفراح بمقدم العيد السعيد لا تنقضي بساعات محددة سلفاً، بل تستمر حتى ساعات ما بعد فجر الأيام الماضية من عيد الفطر المبارك. ربما يخيل لك وأنت تمر بمركبتك على ضفاف الكورنيش الشمالي والأوسط، بعد الفجر، أن التوقيت اختلف عليك، وأنت تشاهد أعدادا كبيرة من المصطافين مع أبنائهم، تسامروا منذ المساء وحتى ما بعد الفجر، وهم على حالهم من أجواء الفرحة والابتسامات المتطايرة هنا وهناك، من ركوب للدراجات النارية "ذات العجلات الأربع"، فيما آخرون فضلوا ركوب الخيول وهوادج الجمال، كل ذلك لا تذهب ساعة واحدة أو لحظات دون الاستمتاع بأفراح "جدة غير". بعض العوائل لديها أجندات في العيد، وتبدأ برامجها الترفيهية ما قبل صلاة فجر أيام العيد، وتستمر حتى العاشرة صباحاً بتناول الإفطار بأحد مطاعم الكورنيش المنتشرة على جوانبه. وتنوعت مظاهر الفرح بين جلوس العوائل مع فلذات أكبادهم ما بين اللعب بالمراجيح المنتشرة بكثرة في الكورنيش، وبين الجري على الرمال، وبين تفضيل بعضهم التأمل في البحر، فيما لجأ آخرون إلى هواية الصيد مع عائلته، ولم تدفع الأجواء الحارة العوائل للمكوث في بيوتهم اتقاءً للحرارة، بل على العكس ازدحام السيارات التي تشاهدها بعد صلاة الفجر، يوحي بإصرار الناس على عدم تضييع أجواء فرحة العيد. لا مجال هنا لتضييع أي وقت، فالفرحة تتلوها فرحة، ولا تسمع هنا إلا ضحكات الأطفال والأبناء، التي تمتزج مع ضحكات وابتسامات الأبناء، وعوائل كانت قد جهزت إفطارها المنزلي لتناوله مع إشراقة فجر الكورنيش، وكأنهم يدقون ناقوس فرح العيد.