التطرف الديني لم يعد ظاهرة جلية كما في السابق، فالتطرف الديني لا يعني كونه صامتا بأنه قد انتهى بالقضاء على بعض رموزه، بل هو فكر وليس أشخاصا أو قوائم، هناك عقول ما زالت تابعة لأفكار التطرف ولو لم يظهر لنا ذلك، فهي كالموروثات القبلية والأعراف العائلية كل شخص يحملها وحتى لو حاول إخفاءها فستظهر عند أي موقف مؤثر، يجب أن نعي ونفرق ما بين الموروثات المكتسبة وتأثيرها في الفقه الديني وما بين الدين الذي نزل على محمد عليه الصلاة والسلام بكل سماحته، هل تطبيقنا للدين الآن كمثل تطبيقه في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ من هنا نستطيع أن نعرف سبب الغلو الديني في بعض المجتمعات، وفي أنموذج عينات من المجتمع لدينا نجد جهلا كبيرا فيما يخص الكثير من المفاهيم الشرعية متمثلا في الغلو الديني الأعمى والتفسير المتشدد من البعض!. نحتاج إلى توعية دينية وثقافية، أن نربط الدين بالحياة لنفهمه أكثر، نحتاج إلى فقه الواقع، فقد أتت لنا أجيال بعيدة عن العلم الشرعي، تلقوه "بجفاف" من غير ربط بالواقع، وينتظر منهم حفظها وتطبيقها! ذلك أوصلنا إلى ابتزاز الحكم الشرعي، لدينا إرهاب عقول لا يشترط لكي يطلق على الشخص إرهابيا أن يفجر بل كونه مقتنعا بتلك الأفكار يجعله إرهابيا مستقبليا، حكومتنا حفظها الله تعمل جاهدة للحد من هؤلاء الزمرة وأعوانهم تكافح التطرف وتعمل جاهدة على نشر الاعتدال. نتاج تربية دينية مدجنة أيدولوجية بحيث خرج مجتمعنا بعقول مكررة وما دام هذا المتطرف خرج من مكان معين فهذا دليل على أن هناك آخر أيضا، ما أروع أن نكتشف الحق ونعود له، ما أروع أن نتنور ونرى طريق الحق بعيدا عن التشدد الأعمى والتعصب الديني، العجيب أن هناك البعض معارض لأي تصحيح ولأي شخص تراجع عن آرائه السابقة! لأنه بدأ يفهم الدين جيدا وترجمه جيدا وفي نظرهم أن المتشدد الذي ملأ الساحة شتما هو الأصح!، الكثير يستمع كثيرا لشيخ أكثر من آخر، لماذا؟ في الأسلوب وربط الواقع إجابة، وهذا برأيي يعود إلى الخطاب الديني الذي يقوم به شخص مختلف عن الآخرين التقليديين، علينا أن نتثقف دينيا فالقرآن صريح وواضح إن قرأناه بفهم وتدبر ولم نركز فقط على الوعيد والحساب! كتابنا إعجاز للبشر يجب ترجمة معانيه جيدا وربطها بالواقع فهو صالح في كل وقت.