حذر عدد من أصحاب الفضيلة العلماء من خطر تمدد الغلو واستشرائه في جسد الأمة الإسلامية وشددوا في أحاديث ل(الندوة) أن الغلو يرادف التشدد ووصفوا المنتسبين لهذا الفكر بأنهم خارجون من وسطية الدين، مؤكدين أن الغلو إنما أهلك الأمم السابقة وقالوا بأنهم يشوهون وجه الدين الإسلامي الحنيف وينفرون غير المسلمين من الدخول في الدين الإسلامي. التحذير من الغلو بداية يقول الدكتور فضل الرحمن من جامعة جواهر لال نهرو من الهند: قال صلوات الله وسلامه عليه (إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم) والغلو معناه الشرعي مجاوزة الحد ومجاوزة الشرع الحنيف والمولى عزوجل نهانا ونهى أهل الكتاب عن ذلك قال جل وعلا (قل يا أهل الكتاب لاتغلو في دينكم غير الحق ولاتتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل) وقال تعالى (يا أهل الكتاب لا تغلو عن دينكم ولاتقولوا على الله إلا الحق) وقال رسول الهدى صلى الله عليه وسلم (إياكم والغلو فإنما أهلك من قبلكم الغلو) ومعنى أهلك وفي هذا الحديث الشريف بمعنى أضلهم وأبعدهم عن الصراط المستقيم. أهلك الأمم السابقة وقال الشيخ حسين موسى زاده نائب مفتي طاجكستان الغلو هو الخروج من وسطية الدين قال صلى الله عليه وسلم (إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو) وأضاف: لا أظن أنه سيكون لديّ تعريف خاص للغلو، ولكن ما عرفه أهل الاختصاص بأنه تجاوز الحد المشروع في الموضوع محل البحث وهو يكون في العبادات كما يكون في المعاملات والوسط في كل شيء هو المطلوب وقد منع الشرع الحكيم الغلو في الدين كما ورد عنه صلوات الله وسلامه عليه (إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين) وفي المعاملات نهى المولى سبحانه وتعالى عن الغلو في مثل قوله تعالى (ولاتجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولاتبسطها كل البسط) الآية. منافٍ للعقيدة ومن جهته يقول الدكتور حمزة أبو فارس الأستاذ بجامعة الفاتح بطرابلس بليبيا: ورد في الأحاديث الشريفة النصوص التي تبين سماحة الإسلام وتسامحه وأن الغلو هو التطرف والتشدد وتجاوز حدود الاعتدال في فهم القضايا سواء في العبادات أو المعاملات أو علاقاتنا مع الآخرين فإذن الغلو معناه تجاوز الحد وهذا ينافي شريعة محمد صلى الله عليه وسلم. لكل مقام مقال ويرى الدكتور خورشيد خان رئيس الحلقة الإسلامية بأمريكا الشمالية إن كلمة الغلو معناها التشدد في الأمور الدينية والفقهية أو الآراء لدرجة تجعل الإنسان يبالغ في شيء حتى يحكم على ذلك الشيء من الدين وهو من قبيل الظن دون دليل والعكس يعني التشدد في أمور الدين للدرجة التي تجعل الانسان المتلقي كأنه يكره هذا الفعل ويريد أن يتخلص منه كما يعني التشدد في بيان أحكام الشرع الحنيف دون مراعاة للحكمة في إنزال الأحكام حيث لكل مقام مقال والمتشدد هو الذي يتصف بالغلو والإسلام راعى الفروق في الإفهام وحث على مخاطبة الناس على قدر عقولهم. إذن هناك فرق بين الانسان المتمسك بدينه وعقيدته والتي تدفعه إلى أن ينفذ كل أحكام الدين الحنيف وفرائضه وسننه بطريقة فيها تمسك كامل من وجهة نظره هو ولكن بالنسبة للغير فقد يكون مجال هذا التمسك بأمور الدين يعني يؤدي ما عليه من فرائض ومن واجبات في الإطار الذي يعتقد ويعلم من جهة شرعية صحيحة أن هذا هو المطلوب، ولكن المتشدد لايرضى عن مثل هذا إلا أن يراه يفعل كل ما يعتقده هو ولايلتمس له عذراً أبداً وهكذا فإن هذا المتشدد الذي يعتقد أمراً معيناً يقول إنه لابد أن يفعل الناس هذا الأمر الذي يراه ويعتقد به دون أي تساهل، وعلى سبيل المثال السنن ليست بواجبة قد يأتي ويتشدد ويقول إنك لابد أن تفعل هذا الشيء فإن لم تفعل فإنك لست ملتزماً بأحكام الدين أو بأحكام الإسلام علماً بأن كثيراً من القضايا الفقهية فيها خلاف بين الفقهاء.