شهدت العاصمة اللبنانية أمس مواجهات شيعية شيعية أمام السفارة الإيرانية في بيروت، بين أنصار حزب "الانتماء اللبناني" الشيعي المعارض لتدخل حزب الله في القتال بسورية، وبين مؤيدين لها أسفرت عن وفاة شخص متأثرا بجراحه وإصابة 11 آخرين. وكان عدد من أنصار حزب الانتماء اللبناني برئاسة أحمد الأسعد نظموا تجمعا أمام السفارة الإيرانية رفضاً لمشاركة حزب الله في القتال بسورية، فحاول عناصر حماية السفارة منعهم من التجمع والاعتصام وانضم إليهم مؤيدون لحزب الله على دراجات نارية وأطلقوا النيران على المتظاهرين. وفرض الجيش طوقاً أمنياً وأغلق المداخل المؤدية للسفارة. وفي ظل حضور خجول للغاية، تجمع عدد من الشبان في وسط بيروت تنديدا بمشاركة "حزب الله" في القتال بسورية، في ظل تدابير أمنية كثيفة، بعدما تنادى مؤيدو "حزب الله" إلى تجمع داعم لقتاله في سورية. ولم تشارك القوى السياسية المناوئة للحزب في الدعوة إلى هذا التجمع، بل اقتصر الأمر على بعض الناشطين السياسيين. وفي السياق، استمرت الاعتداءات السورية على الحدود في شمال لبنان، وسقطت ليلا قذائف مصدرها الجانب السوري على مجرى النهر طالت قرى حكر جانين، قشلق، العرمة وعمار البيكات دون تسجيل إصابات. وناشد الأهالي الجيش والدفاع المدني إخلاءهم من منازلهم. كما تعرض حاجز للجيش اللبناني في دير العشائر لإطلاق نار من الجانب السوري فجرا فقام الجيش بالرد على مصادر النيران. وبدوره كشف الناشط الإعلامي هادي العبدالله على "فيس بوك" عن سلسلة مجازر ومذابح ارتكبتها عصابات الأسد وميليشيا حزب الله بحق المدنيين والجرحى من أبناء القصير أثناء محاولة نزوحهم من القصير راح ضحيتها نحو 110 قتلى بينهم أكثر من 40 سيدة وطفلا إعداما وقصفا وذبحا بالسكاكين إضافة لعشرات العوائل المفقودة. وأوضح أن المجزرة ارتكبت، في مناطق مزارع دحيرج ومزارع الحسينية والمناطق المحيطة بهم. وعلى الصعيد السياسي، اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيج تحقيق النظام السوري إنجازات على الصعيد الميداني يصعب المساعي لتنظيم مؤتمر دولي حول النزاع وإنجاحه. وأضاف أن "النظام حقق تقدما ميدانيا والثمن مرة جديدة كان خسائر هائلة بالأرواح واستخدام أعمى للعنف ضد المدنيين"، مشيرا إلى أن "التطور الحالي للوضع على الأرض لا يساعدنا على إبراز حل سياسي ودبلوماسي". كما أشار إلى أن هذا الأمر "يصعب تنظيم مؤتمر جنيف وإنجاحه"، لافتا إلى أن "النظام سيكون أقل استعدادا لتقديم تنازلات خلال هذه المفاوضات وبات إقناع المعارضة بالمشاركة في المفاوضات أمرا أكثر صعوبة". واعتبر عدم حصول المؤتمر "خلال الأسابيع المقبلة" أمرا "مقلقا ومحبطا". وفي القدسالمحتلة، أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن الأخير تحادث هاتفيا أمس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتركز البحث حول الوضع في سورية وخصوصا بعد العرض الروسي لإحلال كتيبة روسية في قوة الأممالمتحدة المنتشرة في هضبة الجولان مكان الكتيبة النمساوية التي تعتزم المغادرة. ونقل مكتب نتانياهو عنه قوله "بحثنا في مواضع مرتبطة بسورية حيث الوضع يزداد تعقيدا يوما بعد يوم". وميدانيا تستعد القوات السورية لشن حملة في مدينة حلب وريفها في شمال البلاد لاستعادة مناطق يسيطر عليها المقاتلون، بحسب ما أفاد مصدر سوري أمس. وتأتي هذه الاستعدادات بعد استعادة منطقة القصير الاستراتيجية في حمص (وسط)، التي بقيت تحت سيطرة المقاتلين لأكثر من عام. وقال المصدر "من المرجح أن تبدأ معركة حلب خلال أيام أو ساعات لاستعادة القرى والمدن التي تم احتلالها (من المقاتلين) في محافظة حلب".