تستعد القوات النظامية السورية لشن حملة عسكرية في مدينة حلب وريفها في شمال البلاد، لاستعادة مناطق يسيطر عليها المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس بشار الأسد، بحسب ما أفاد مصدر أمني سوري وكالة فرانس برس. وتأتي هذه الاستعدادات، بعد استعادة القوات النظامية مدعومة بحزب الله اللبناني منطقة القصير الاستراتيجية في محافظة حمص، والتي بقيت تحت سيطرة المقاتلين لأكثر من عام. وقال المصدر إنه "من المرجح أن تبدأ معركة حلب خلال أيام أو ساعات، لاستعادة القرى والمدن التي تم احتلالها من المقاتلين، في محافظة حلب". ورفض المصدر الذي فضل عدم كشف اسمه، الغوص في التفاصيل حفاظا على سرية العملية، مؤكدا في الوقت نفسه أن "الجيش العربي السوري بات مستعداً لتنفيذ مهامه في هذه المحافظة". ويشير محللون إلى أن "النظام مدفوعاً بسيطرته على القصير، سيحاول استعادة مناطق أخرى خارجة عن سيطرته". وكتبت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطات، أن "القوات السورية بدأت بانتشار كبير في ريف حلب، استعداداً لمعركة ستدور رحاها داخل المدينة وفي محيطها". وأشارت "الوطن" كذلك إلى أن "الجيش السوري سيوظف تجربة القصير ووهجها المعنوي، في الغوطتين، فضلاً عن تقدمه في ريف مدينة حماة المتصل بريف حمص". واعتبرت الصحيفة أن "معركة القصير ترسم المستقبل السياسي لسورية". وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد يوم الجمعة، أن "القوات النظامية تحشد الآلاف من الجنود في منطقة حلب، في محاولة لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وقطع خطوط إمدادهم من تركيا". وأشار المرصد إلى أن "العشرات من كادرات حزب الله يقومون بتدريب المئات من السوريين على القتال". من جهة أخرى، أفاد ناشطون معارضون في مدينة حمص أن "الأحياء المحاصرة فيها منذ عام، قد تكون الهدف التالي لقوات النظام". وقال ناشط في المدينة، قدم نفسه بإسم يزن لفرانس برس عبر سكايب، إن "القصير كانت نقطة التركيز الأساسية للنظام في ريف حمص، الآن نخشى أن ينتقل التركيز إلى مدينة حمص".