لم تهتز العلاقة الأزلية السعودية - البرازيلية كرويا منذ أن رسم الدوري الممتاز الخطوط الأولى لمسيرته الحديثة في أواخر السبعينيات الميلادية. ربما خفت تلك العلاقة بتراجع اهتمام مسيري الأندية بل وحتى المنتخبات الوطنية بالتعاقد مع مدربين برازيليين موسما بعد آخر، حتى بات من النادر أن تجد اسما منهم يقود دفة أحد فرقنا، بيد أن نكهة "البن" البرازيلية ما زالت تحظى برواج لا ينقطع عبر وجود مؤثر للاعبي "السامبا" في صفوف فرقنا. دوري زين في نسخته التي كتبت فصلها النهائي أخيرا، جاء مصادقا على تلك الحقيقة، فمن بين 56 لاعبا أجنبيا يمثلون 26 جنسية من مختلف دول العالم استحوذ البرازيليون على الرقم الأكبر (13)، ثم الأردنيون والعمانيون بواقع خمسة لكل منهم. هذا التفوق الرقمي صاحبه حضور فني لافت، حيث تؤكد الإحصائيات أن اللاعبين البرازيليين هم الأكثر تسجيلا للأهداف في الموسم الحالي بعد السعوديين بواقع 77 هدفا، ويستعرض تقرير "الوطن" بعض من تلك الأسماء التي عاش أصحابها تجارب مميزة في الدوري السعودي. كماتشو الأقدم يعد اللاعب البرازيلي الأكثر طلبا في جميع أنحاء العالم نظرا للإمكانات العالية التي يمتلكها، وسجل عدد منهم اسمه بماء من ذهب في الدوري السعودي، وقدموا لفرقهم كثيرا خلال تجارب استمر بعضها لموسم واحد وأخرى أكثر. ويقفز اسم محترف الشباب مارسيلو كماتشو، بقوة في هذا الجانب، وهو من يمضي عاما تاسعا في السعودية ودخل عامه ال31 ولا يزال يقدم أفضل عروضه مع فريقه الحالي. ودخل كماتشو عالم الاحتراف في المملكة 2004 عندما انتقل للهلال قادما من بوتافوجو البرازيلي ليبقى موسمين مع الفريق "الأزرق" قبل أن يعيره إلى العربي القطري 2006، عاد بعدها إلى المملكة لكن بقميص الشباب، وأمضى معه خمس سنوات قدم خلالها مستويات مميزة استمرت في التصاعد مع الأهلي الذي كسب خدماته في نهاية 2011 حتى فاجأ الجميع بعودته إلى الشباب بداية هذا الموسم.
نجم فوق العادة سيحتفظ الفتحاويون كثيرا بذكرى سعيدة لساحرهم القصير إلتون جوزيه، الذي أسهم بفعالية في تحقيقهم للقب دوري زين هذا الموسم، وبدأ هذا النجم مشواره الاحترافي في السعودية مع النصر 2007 كلاعب وسط أيسر منتقلا من نادي ستيوا بوخارست الروماني، وأظهر مع الفريق "الأصفر" أداء فوق العادة مسجلا عددا من الأهداف بجانب وقوفه وراء كثير من التمريرات الحاسمة أمام المرمى، بيد أن المفاجأة كانت في قرار المسؤولين في النصر الاستغناء عن خدماته لتتم إعارته للريان القطري حتى 2009 لينتقل إلى الوصل الإماراتي، وبقي هناك حتى 2011 ليعود من جديد إلى السعودية عبر الفتح في الموسم الماضي، محققا معه لقب دوري هذا الموسم وكان أحد أعمدة الإنجاز الرئيسة. أهداف ويسلي رغم قصر المدة التي قضاها مع الفريق الهلالي سجل ويسلي لوبيز، نفسه كأحد الأسماء البرازيلية البارزة في الدوري السعودي، وهو كان قد بدأ مسيرته الكروية 1999 مع بونتي بريتا البرازيلي، واستمر معه 4 مواسم، تنقل بعدها بين عدة أندية منها سامسونج الكوري الجنوبي وبينافيل البرتغالي وألافيس الإسباني وفيتوريا البرتغالي وجراسهوبر زيوريخ السويسري وليتشويس البرتغالي وفاسلوي الروماني، لينتقل للهلال بداية هذا الموسم ويقدم معه مستويات توجته وصيفا لهدافي دوري زين ب17 هدفا من 24 لقاء. تألق باستوس لحق الفريق النصراوي بركب المستفيدين من راقصي "السامبا" بنجاحه في التعاقد مع لاعب الوسط رافايل باستوس، الذي أحدث نقلة نوعية في مسيرة الفريق وحقق معه المركز الرابع في ختام دوري زين للموسم الجاري. ويصنف باستوس من لاعبي الخبرة، حيث لعب لأندية برازيلية وبرتغالية ورومانية إلى أن حط رحاله في الدوري السعودي في منتصف الموسم الحالي، في تجربة ناجحة تؤكدها الأرقام حتى الآن، مسجلا معه7 أهداف في11 لقاء فقط رغم كونه لاعب وسط، هذا التألق دفع إدارة ناديه للتمسك به لموسم قادم. نجومية فيكتور عند الحديث عن نجوم "السامبا" في الملاعب السعودية لا يمكن تجاوز الهداف فيكتور سيموز، الذي يمثل الفريق الأهلاوي منذ منتصف موسم 2009 - 2010 قادما من بوتافوجو البرازيلي، حيث خاض قبلها تجربتين في الدوري الكوري الجنوبي والبلجيكي وقدم مستويات كبيرة. وحقق سيموز الملقب ب"السفاح" صدارة هدافي دوري الموسم الماضي ب21 هدفا، ونافس عليه هذا الموسم بتسجيله 12 هدفا في 19 لقاء لعبها مع الفريق "الأخضر"، وشكل ثنائيا مرعبا مع العماني عماد الحوسني، ونجحا في رفع الأداء الهجومي لفريقهما وأسهما في بلوغ الفريق نهائي دوري أبطال آسيا في نسخته الماضية.