فيما لوحت هيئة الهلال الأحمر السعودي بمقاضاة المعتدين على مسعفيها، كشفت أمس عن صدور أول حكم قضائي بحق مواطن اعتدى على مسعف، قضى بسجنه 15 شهرا. وأبدت هيئة الهلال الأحمر السعودي استياءها من تكرار وقوع حالات الاعتداء على مسعفيها أثناء تأدية واجبهم الإنساني، ولوحت بأنها ستلجأ إلى اتخاذ كافة التدابير والإجراءات القانونية ضد كل شخص يتعرض لأفراد الفرق الإسعافية ويسيئ إليهم، والمطالبة بتطبيق أقصى العقوبات النظامية. وأكد رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز، أن الهيئة تستنكر بشدة ما يتعرض له الفريق الإسعافي "أطباء، أخصائيون، فنيون" من اعتداءات أثناء عمليات إنقاذ المصابين، وأن الهيئة تعتبر ذلك عملا إجراميا لا يمكن قبوله نهائيا، ويعرض حياة المصابين الذين تباشرهم الفرقة الإسعافية للخطر، وتابع "من المفترض أن تتم مساعدة الفرق الإسعافية بتسهيل مهمتهم وإفساح الطريق لهم، بدلا من إعاقتهم وإرباكهم والاعتداء عليهم". وأبان أن الهيئة تعاقدت مؤخرا مع مكتب محاماة للقيام بتحرك قانوني في إجراءات التقاضي لدى الجهات المختصة ضد المعتدين على الفرق الإسعافية، مما يحفظ لأفراد هذه الفرق حقوقهم ويحسن بيئة العمل المهم المناط بهم، مضيفا أن الاعتداءات والمضايقات التي تواجه الفرق الإسعافية في الغالب تكون من قبل المتجمهرين المتطفلين، الذين يحيطون بالحالة المصابة فقط لإشباع حب الاستطلاع أو من الأفراد القريبين من تلك الحالة. وأرجع الأمير فيصل بن عبدالله، تلك الاعتداءات إلى عدة عوامل أبرزها، نقص الوعي بعمل المسعفين وضعف الثقافة العامة لدى بعض شرائح المجتمع، مشددا على أن إعاقة عمل المسعفين تهدر الوقت المهم الذي تحتاجه الحالة الإسعافية، وتعد بالتالي مشاركة في قتل المصابين وإزهاق حياتهم عند إعاقة عمل المسعفين. وكشف عن صدور حكم قضائي بحق مواطن قضى بسجنه سنة وثلاثة أشهر و650 جلدة بعد أن قام بالاعتداء على أحد مسعفي الهلال الأحمر، وتسبب بتأخير تقديم الخدمة الإسعافية لمصاب كانت حالته حرجة جدا، مطالبا وسائل الإعلام المختلفة بالمساهمة في تعزيز مستوى الوعي بدور الفرق الإسعافية والمهام الإنسانية، التي يقومون بها والتوعية بمخاطر التجمهر عند مواقع الحوادث، التي تترتب عليها إعاقة العمل الإسعافي وتعريض حياة المصابين لمخاطر أكبر. وأبدى الأمير فيصل بن عبدالله، اعتزازه وتقديره لجميع العاملين بالفرق الإسعافية من مسعفين وأطباء على ما يقدمونه من حرص واهتمام بأسلوب العمل الراقي، الذي يتخذونه عند إسعاف الحالات الحرجة، وتحملهم للمصاعب التي يواجهونها أثناء عملهم من تجمهر وإرباك، داعيا جميع المواطنين والمقيمين بعدم التجمهر وإتاحة فرصة النجاة لكل مصاب.