على الرغم من معارضة بعض الفنانين له، أصبح ل"الفن الرقمي" حضوره الواضح في الساحة المحلية، وذلك من خلال معارض، كان آخرها معرض شخصي للفنان محمد الشنيفي أقيم الأسبوع المنصرم في الخبر بالمنطقة الشرقية تحت عنوان"رقميات الرمال". وقال الشنيفي ل"الوطن" إنه يتطلع من خلال "مشروعه" إلى تثقيف المتذوق والمثقف العربي بخصوص القدرات والتقدم الفكري التقني، والإمكانات التي يمتلكها الفنان الرقمي العربي الذي يحتاج إلى دعم مساو للدعم المقدم للفنون التقليدية، بل يتعداه، كون الفن الرقمي بجميع أشكاله هو فكر العالم الراهن بحسب تعبيره وهو المحور الذي تدور حوله التقنية الحديثة. وأضاف: نحن الرقميين نحتاج إلى فرصة لتمثيل العرب عالميا ومقارعة الكبار، مؤكدا أن المعرض قدم على "الكانفس" في مرحلة مشروعه الأول لأسباب "مهنية" أهمها عدم الابتعاد عما تعود عليه الجمهور والإعلام في مجال الفنون التقليدية وإثبات قدرة "الرقميات" على الظهور من أحشاء الكمبيوتر إلى عالم الميادين الفنية المنظمة "حسب قوله". وعما يطمح له قال الشنيفي: أتمنى أن يقلص الفن الرقمي العربي الإسلامي حجم الفجوة الهائلة بين فنوننا التقليدية وفنون العالم، تأخرنا قليلا في السابق، لمواكبة الفنون التقليدية، وكانت النتيجة أن فنونهم تحولت إلى صناعات قادت العالم بأكمله، بينما ما زلنا بفنوننا التقليدية مجرد عارضين للوحات قليلا ما نرى فيها الجيد، وطالما أن الفن الرقمي يعتبر جديدا على العالم بأكمله، فمن الضروري أن ندعمه لكي لا تحدث الفجوة نفسها التي حدثت في السابق بيننا كفنانين تقليديين وبين فناني العالم المتقدم، داعيا الإعلام إلى متابعة وتسليط الضوء على "نجوم الديجتال" لكي يحدثوا نقلة نعتز بها كعرب ومسلمين، ويظل الفن التقليدي سائرا في طريقه ننهل من مبدعيه العلوم الفنية ونقاسمهم المعارض والجوائز والمسابقات، مضيفا في دعوته أصحاب الفن التقليدي إلى تجريب هذا الفن وبذل الجهود كافة للحاق به، فهو "فن العصر الراهن بلا تحيز". وعن إمكانية حلول "الفن الرقمي" مكان "التقليدي" رد الشنيفي: هذا أمر مستحيل، كون الفن التقليدي فنا متغلغلا في المجتمع ولا أسعى إطلاقا للتأثير عليه، بل سأدعمه وسأحضر فيه، فأنا فنان تشكيلي من الأساس وأفتخر بهذا الانتماء وأعتز به، والرسم الرقمي هو في الحقيقة أداة جديدة في الفنون التشكيلية وليس مدرسة، بدليل أن تاريخه يبدأ مع بداية استخدامه مع كل فنان ولا يوجد تاريخ أو سجل تاريخي له كمدرسة جديدة. وعن الشرائح المستخدمة في الأعمال قال: يمكن للفنان الرقمي أن يعمل على شريحة واحدة إذا أراد ولا مشكلة في ذلك، ولكن حين أتحدث عن أعمالي فقد تراوحت بين 350 إلى 450 شريحة فنية مختلفة العمليات الإبداعية، ومراحل العمل تبدأ من خلال "سكتش يدوي" حتى أتمكن من ضبط درامية ومنظور المشروع الفني، ثم بعد ذلك أقوم بتطبيقها مباشرة على الكمبيوتر، مركزا في المرحلة الأولى على إبراز ثقافتنا السعودية والخليجية والإسلامية والعربية، وذلك في محاولة لإيصال ثقافة العرب وقدراتهم الإبداعية وتقديم قضايانا الإسلامية للعالم، فلدينا من الفكر ما يكفي لمقاسمة العالم هذا الفن العصري، أما بالنسبة للمدارس فأنا أنتمي إلى "المدرسة الواقعية"، وتستهويني السريالية كوني شاعرا، وهذا من الأسباب الرئيسة التي جعلتني أخلطها لتكوين مدرسة العصر التي تجمع بين الواقعية والسريالية في أعمال أكبر فناني العالم الراهن، لتحمل أعماله التراثية رسالة إطلاع العالم على ثقافتنا وتراثنا، كما أنها تحمل كثيرا من الرسائل التربوية لجيل المستقبل.