حبست بوسطن أنفاسها و"تمالكت أعصابها"، رغم أن رعب تفجيرات الأمس لم يختلف كثيرا عن رعب تفجيرات برجي مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001، التي نفذتها القاعدة، وقبلها رعب تفجير "أوكلاهوما" في 19 أبريل 1995 الذي نفذه الأميركي تيموثي ماكفي، رغم الاختلاف الكبير في عدد الضحايا والأضرار. تفجيرات بوسطن خلفت ثلاثة قتلى بينهم طفل، ونحو 144 جريحا، بينما بلغ عدد ضحايا تفجير أوكلاهوما 168 قتيلا بينهم 19 طفلا ونحو 680 جريحا، وبلغ عدد ضحايا تفجيرات 11 سبتمبر نحو 3 آلاف قتيل وآلاف الجرحى. وتتشابه تفجيرات بوسطن مع تفجير أوكلاهوما في التوقيت فكلاهما وقع في أبريل، إذ سبقت تفجيرات بوسطن ذكرى تفجير أوكلاهوما بأربعة أيام. وتتشابه مع تفجيرات 11 سبتمبر في الأسلوب الذي ينتهج ربط عدة هجمات ببعضها بفارق بسيط في الوقت تستهدف الأماكن الأكثر ازدحاما. فعدد المشاركين في ماراثون بوسطن نحو 2600 شخص وآلاف المتفرجين، وقد نُفذ فيه تفجيران فصلتهما ثوان معدودة، إلا أن الاختلاف يكمن في قلة ضحايا تفجيرات بوسطن، وأن الفاعل لا يزال مجهولا، بينما وجه الاتهام في 11 سبتمبر 2001 مباشرة إلى القاعدة وأطلقت الهجمات "شرارة الحرب على الإرهاب". كما كان من بين الاختلافات تعامل الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الذي عاش وقت الرعب الذي أصاب أميركا في 11 سبتمبر، في طائرته الرئاسية في ارتباك واضح من الرئاسة، إضافة إلى ردود فعله العنيفة في الهجوم على أفغانستان ثم العراق بتهمة إيواء زعيم القاعدة أسامة بن لادن أو التعاون معه، بينما كان تعامل الرئيس الحالي باراك أوباما مع الحدث بالحضور إعلاميا في مؤتمر صحفي أعلن فيه خلال أقل من 4 دقائق عدم معرفة منفذ التفجيرات ولم يوجه الاتهام إلى جهة بعينها، وقدم العزاء والمواساة لأسر الضحايا باسمه واسم زوجته في محاولة لتخفيف الصدمة على أهالي بوسطن.