كيف لي أن أحكي عن عالم آخر؟! عن ضحكة جميلة، وابتسامة بريئة، ويد صغيرة تصافح بحب وتعانق بودّ.. عن عالم يكسوه بياض قلوبهم، وروعة ثغورهم التي تعج ابتسامة لطف وبراءة وحنان. (متلازمة داون)، يجهل الكثير ما يعنيه هذا المصطلح وعلى مَن مِن الناس يطلق، ليتسارع المتحدث باستبدال ما قاله ليفهمه الطرف الآخر بكلمة (المنغوليين). نعتهم بهذا اللفظ يوقع الظلم الكبير عليهم، إذ إنه ليس من العدل أن نلقب شخصا بصفة معينة مبنية على مظهره الخارجي، يرجع سبب تسميتهم ب(المنغوليين) لوجود شبه إلى حد ما لهم بشعب منغوليا، وينبغي لنا أن نوضح أن التسمية الصحيحة لهم هي "متلازمة داون" نسبة إلى العالم الذي وصف حالتهم وهو العالم البريطاني جون لانغدون داون. الملامح والسمات الخارجية لأطفال متلازمة داون تجعل الكثير من الناس يهابون التعامل معهم والتقرب منهم، إلا أنهم مطيعون ولطيفون جدا ولديهم من المشاعر والأحاسيس ما يجعل كل من يراهم يهيم حبا لابتسامتهم وضحكاتهم وملاعبتهم. ذلك الثغر المبتسم، والطفل اللطيف.. ألا يستحق منا حبا وتقبلا لوجوده بيننا؟ إلى كل أبوين رزقهما الله طفلا من أطفال متلازمة داون، أبناؤكم هبة من الله لكم، تعليمهم وتدريبهم وإدماجهم في المجتمع هو أقل حقوقهم، فلتحسنوا رعايتهم وتربيتهم وتعليمهم لتثمروا جميل الحصاد. إلى مجتمعي الغالي، أطفال متلازمة داون مكانهم بيننا وهم جزء لا يتجزأ من مجتمعنا. فلنسعد بهم ليسعدوا بنا، ولنساهم جميعا في الرقي بمجتمعنا، ليصبح مجتمعا واعيا متقبلا لجميع أفراده بمختلف سماتهم وبمختلف قدراتهم وأشكالهم وخصائصهم.