قبل أكثر من 10 قرون حجزت بلدة البطالية لنفسها موقعاً مهماً على خارطة واحة النخيل، وفي الجهة الغربية تقع عين الجوهرية القديمة، ولم يشفع المخزون التاريخي للبطالية ليصلها ما وصل بقية المناطق والمدن الرئيسة من تنمية خدمية، فهناك ثمة ملاحظات لا تنبئ عن عمق هذه البلدة ومنها الشوارع الترابية الكثيرة، الأحياء المظلمة، العشوائية في التخطيط، وتكدس نفايات مخلفات بناء، رغم جمالها الطبيعي لكونها موجودة داخل غابة من النخيل تحيط بها من كل جانب، فهي أشبه بحديقة غناء خضراء فاتنة. "الوطن" كانت هناك برفقة عمدة البلدة صادق الشيخ، وبعض المسؤولين في لجنة المتابعة الذين رافقونا طوال الجولة. وأوضح الشيخ أن اللجنة الأهلية التي تعنى بشؤون البلدة قدمت مطالب كثيرة يحتاجها الأهالي للمسؤولين، ولكن المعاملات تسير ببطء شديد، وبيروقراطية مرهقة، وعدم التنفيذ هو النتيجة، فأحياء كثيرة لا تزال ترابية ومحفرة رغم محدوديتها، وهذا الشوارع ظلت لفترات طويلة على حالها، ناهيك عن الإنارة التي لم تر النور في أغلب الشوارع والأزقة الضيقة، بل حتى مضمار المشي في الجهة الشمالية لا يزال مظلماً لأكثر من سنة ونصف، ولأن منازلنا تجاور النخيل مباشرة فإن المناطق المحاذية لها تحتاج إلى وقفة البلدية في مكافحة القوارض والبعوض وتنظيف تلك الأماكن خصوصاً في مثل هذه الأيام التي تستقبل فصل الصيف. وأشار الشيخ إلى عدم وجود شبكة صرف صحي تخدم مدارس البنين المتوسطة والثانوية رغم قدم مبانيها وحاجتها إلى ذلك، وكذلك الحي الجنوبي في "طريق سمحة"، وبعض المنازل الجديدة، منبهاً إلى خطورة انتشار العمالة السائبة والسكن العشوائي الذي يشكل بيئة حاضنة لهم، معتبراً أن هناك ورشاً مختلفة على الطريق الشرقي للبلدة وهي عشوائية أيضاً تحتاج إلى تنظيم بدلاً من تركها بشكلها الحالي. وأشار المواطنان محمد الياسين وواصل المسلمي إلى تجاهل أمانة الأحساء لتجميل شوارع البلدة عن طريق إيقاف مشروع ترصيف الشوارع بحجة ضيق المساحة، وذكرا أن هناك شوارع في مدن رئيسة أصغر مساحة مما عندهم. وأكدا مراجعة اللجنة المتكرر إلى الأمانة ولكن دون نتيجة، وهذا الأمر في حد ذاته لا ينبئ عن إشراك المواطن في اتخاذ القرارات المناسبة التي تصب في مصلحة الجميع مع الجهات المنفذة -على حد تعبيرهما-. وأوضحا أن هناك قنوات ري كبيرة مجاورة لشوارع البلدة وهي مكشوفة تماماً من شأنها أن تشكل خطراً على الصبية، وسبق أن لقي طفل حتفه جراء الغرق في أحدها، مطالبين الجهة المسؤولة بتغطيتها على الأقل حماية للأرواح، واعتبر أن التعداد السكاني في البلدة تجاوز خمسة وعشرين ألفا، وهذا يشكل ازدحاماً خانقاً في حركة السير، والحل هو فتح منافذ أخرى للمرور من الجهات التي تتوفر فيها معابر وتحتاج إلى إعادة إنشاء وسفلتة، ومنها منافذ الجهة الشمالية والشرقية والجنوبية. فيما أشار حجي البوحيزة إلى مشكلة مجاورة مدرسة البنين لمجمع مدارس البنات من مختلف المراحل، فلا يفصل بينهما شيء سوى شارع صغير، وطالب الأهالي بوضع ساتر بينهما يحجب رؤية الطلاب من الأدوار العلوية، ولكن إدارة التعليم لم تستجب لذلك، فضلاً عن رداءة الطريق الذي تسلكه الطالبات في ذهابهن وإيابهن من المدرسة التي تقع على تل مرتفع ومنحدر معاً، ذاكراً أنهم طالبوا بفتح طريق بجانب مدرسة البنين يسهل كثيراً على الطالبات. من جهته قال عضو المجلس البلدي والمسؤول عن الدائرة السادسة التي تقع فيها "بلدة البطالية" عبدالرحمن السبيعي ل"الوطن" إن مطالب البلدة التي ذكرت تم رفعها للأمانة ولم ينفذ منها شيء سوى القليل. وأضاف: وأؤكد للأهالي أنهم أيضاً مسؤولون في المطالبة بكل ما تحتاجه بلدتهم ونحن ندعمهم ونقف إلى جانبهم، فالقرى بحاجة إلى التطوير والتنمية التي لم تصلها منذ سنوات، وبين السبيعي أنه مستاء من عدم استجابة الأمانة للكثير من المطالب التي من شأنها تنمية البلدات على صغر حجمها.