منذ عشرات السنين تكونت بلدة جليجلة -شمال الأحساء- وسكن أهلها تلك البقعة الجغرافية المحاطة بالنخيل، ولا تبعد عن الخليج العربي إلا 80 كم، وتتوسط عدة بلدات، ولكن حب أهلها للنخيل جعلهم يتشبثون بالأرض، وقبل عدة عقود لم يتجاوز سكانها المئات، حتى تكاثروا وتجاوزوا 7 آلاف نسمة، ولكن ضيق المساحة جعل أهلها يهجرونها إلى مدينة المبرز وأحياء أخرى بحثاً عن قطعة أرض أو مسكن جاهزٍ. "الوطن" كانت هناك بين أهلها الطيبين الذين ذكروا عدة خدمات تفتقدها بلدتهم، رغم رفع مطالبهم للجهات المختصة. وقال المواطن خليفة الجعيدان إن البلدة تمر بأزمة سكن وشح في الأراضي بحكم الجغرافية التي تقع ضمنها، فنحن محاطون بالمزارع من كل حدب وصوب، ولا يسمح بتحويل الحيازات الزراعية إلى دار للسكنى، وهذا في حد ذاته يحافظ على البقعة الزراعية، ولكن توجد أراضٍ تابعة لأملاك الدولة وهي مهجورة يمكن الاستفادة منها لإنشاء أراضٍ ومنحها للمواطنين أو بيعها عليهم أو تأجيرها على الأقل، وهذا يحل جزءا من المشكلة التي نعاني منها في ظل تكدس سكاني قابل للزيادة، ويعيش أهلنا داخل أزقة ضيقة لا تصلها السيارات. وأكد الجعيدان أن بلدتهم ذات الموقع الاستراتيجي والواقعة على طريق يصلها بمدينة الدمام وشاطئ العقير التاريخي، تحتاج إلى التطوير المستمر وإكمال خدمات بلدية كنا قد طالبنا بها ومنها تحسين ورصف الساحات الداخلية التابعة للبلدية، فهي مليئة بالأتربة والنفايات، وسبق أن وعدت الأمانة بأن الحدائق ستنفذ في قرى الأحساء كلها، إلا أن ذلك لم يتم منه شيء في "جليجلة"، بل حتى السوق الشعبي عشوائي جداً ويحتاج إلى إشراف "بلدية العيون" عليه، موضحاً أن المقبرة التي تقع شمال البلدة والمجاورة للشارع الرئيس تعاني من سورها المتهالك القديم، ولم يقر لها مشروع تسوير كما هو في مقابر البلدات الأخرى. فيما أشار عيسى العطية إلى الانقطاع المتكرر لشبكة المياه القديمة، وهذا ما أدى إلى نشوء الحفر العشوائية للآبار الارتوازية في بعض المنازل، مطالبا بسرعة إيصال شبكة المياه الجديدة لتقضي على هذه المعاناة. وأوضح العطية أن مدخل البلدة الشمالي ضائع بين وزارة النقل والأمانة وهو باقٍ على حاله المتهالك منذ سنوات طويلة، ومن شأنه أن يضيف لمسة جمالية لواجهة البلدة بعد تشجيره وتجميله من قبل البلدية. ونبه صالح الحسن إلى قدم الأعمدة الزرقاء التي تستخدم كتهويات لشبكة الصرف الصحي، وقابلية معظمها للسقوط، وهي تتجاوز 6 أمتار، وعلى حالها دون صيانة كما أن الكثير من الأزقة داخل البلدة يفتقر إلى أعمدة إنارة، لأن المقاول المتعهد وضع الفوانيس في جزء منها وترك الباقي بدون إنارة، والحال أنها ممرات مظلمة تعتمد على مصابيح البيوت، وهناك أكثر من منزلٍ مهجور مخيف، وبعضها آيل للسقوط وأصبحت ملاذاً للحشرات والزواحف وتجمع النفايات والروائح الكريهة. من جانبه قال عضو المجلس البلدي والمسؤول عن الدائرة السادسة التي تقع فيها "بلدة جليجلة" عبدالرحمن السبيعي ل"الوطن" إن المجلس يقع في حرج شديد مع المواطن جراء البطء في تنفيذ المشاريع البلدية-خصوصاً البلدات والقرى-، فهو شخصياً قدم للأمانة أكثر من 128 خطاباً عن الاحتياجات والخدمات للبلدات التي تقع ضمن الدائرة السادسة ومنها بلدة جليجيلة التي نفذت فيها بعض الخدمات. وأضاف هناك ساحات تابعة للبلدية سيتم ترصيفها بعد حل مشكلة التنازع عليها من قبل مواطنين قدموا إثبات ملكية، أما مشكلة عدم اكتمال مشاريع الإنارة فأكد السبيعي أن هذه المشكلة تعاني منها أغلبية القرى بحجة عدم توفر الرافعة، أما الحدائق فأمانة الأحساء لم توفر للبلدات الشمالية إلا 10 آلاف متر وهذا لا يكفي في حد ذاته، مطالباً أمانة الأحساء بالاهتمام بالبلدات وعدم إهمالها على حساب المدن الكبيرة.