يثير غياب وضعف الخدمات العامة في حي الرويدف في محافظة الطائف، الكثير من تساؤلات واستفسارات الأهالي، لاسيما أنه يقع ما بين الطائف ومحافظة الحوية ويبعد 6 كلم فقط عن طريق المطار السريع، فمنذ نشأة الحي قبل أكثر من ثلاثة عقود والسكان يطالبون بتنفيذ المشاريع الخدمية، إلا أن الجهات المعنية كما يقولون ظلت تتعامل مع هذه المطالب بشكل روتيني أعاق التنفيذ وحد من الإنجاز. يقول عويض البقمي «الطريق الوحيد الذي يربط حي الرويدف بطريق المطار ومن ثم الحويةوالطائف يخترق الوادي الكبير، الذي يبعد عن منازل الحي 500 م فقط، وعند هطول الأمطار وجريان السيل في الوادي حتى وإن كان من السيول المتوسطة ينقطع الحي بأكمله ويعزل السكان كونهم لا يستطيعون اجتياز الوادي بسياراتهم». ويرى أن الحل المناسب لهذه الإشكالية يكمن في إنشاء عبارات على الوادي لتصريف مياه الأمطار بحيث يكون الطريق مرتفعا لتعبر السيارات بأمان بدلا من الطريق الحالي الذي ينخفض عند مروره ببطن الوادي. واشتكى عيد الشيباني من عدم وجود مركز صحي داخل الحي، وهو ما يجعل السكان الذين يتجاوز عددهم سبعة آلاف نسمة يضطرون إلى مراجعة المراكز الصحية الواقعة في أحياء أخرى مجاورة للرويدف. وأضاف: غالبا ما نقع في مشكلة عند مراجعة المراكز الصحية المجاورة لنا بسبب أننا لا نقطن في الأحياء التي تقع فيها هذه المراكز الصحية، مشيرا إلى أن الأهالي لا يستطيعون إيصال مرضاهم إلى المراكز الصحية والمستشفيات المجاورة خلال هطول الأمطار وجريان السيول في الوادي المجاور للحي الذي يشكل حاجزا لا يمكن تجاوزه. وطالب مديرية الشؤون الصحية في الطائفوالحوية بالعمل الجاد لإنشاء مستوصف ومركز صحي في حي الرويدف يقدم خدماته الصحية والطبية للمرضى والمراجعين، فذلك ما يسهم في تخفيف الضغط وكثافة المرضى على المراكز الصحية المجاورة للحي. وانتقد قبلان الأسعدي انتشار وتكدس النفايات في مختلف أنحاء الحي، محملا البلدية مسؤولية ذلك كون سيارات النظافة لا تمر على الحي إلا مرة واحدة كل أسبوع الأمر الذي أسهم في انبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات داخل الحي، بالرغم من البلاغات المتكررة التي تقدم بها السكان عن سوء أعمال النظافة. وأشار إلى أن الأمانة عمدت قبل ثلاثة أسابيع إلى سفلتة الحي إلا أنها تركت بعض الطرقات والشوارع دون سفلتة بلاسبب واضح، كما أن الطرقات التي تمت سفلتتها غير مكتملة بعدما ترك المقاول المنفذ مسافة ترابية بين منازل الحي ومشروع السفلتة وهو ما جعل الغبار والأتربة تنبعث في الأجواء عند مرور السيارات، مطالبا بلدية الحوية بتنفيذ جولات ميدانية للوقوف على التجاوزات والملاحظات المرصودة من قبل السكان والعمل على حلها في المستقبل القريب. واستغرب فهد الحارثي، من عدم وجود مدارس للمرحلتين المتوسطة والثانوية للبنات والبنين داخل الحي، بالرغم من وجود مدارس للمرحلة الابتدائية منذ أكثر من 15عاما، مشيرا إلى المعاناة اليومية التي يتكبدها الأهالي في سبيل إيصال بناتهم وأبنائهم إلى مدارس الأحياء المجاورة. وأضاف: من أشد الأمور إيلاما وخطورة أن بعض الطلاب الذين يدرسون في المدارس المتوسطة والثانوية في الحوية يضطرون إلى العودة لمنازلهم سيرا على الأقدام لمسافة طويلة يتخللها عبور طريق المطار السريع. ويقول محمد الحربي: «يتميز حي الرويدف بالهدوء الذي لا يعكره سوى صوت صهاريج المياه التي تجوب الحي لنقل مياه التحلية من أشياب الحوية إلى المنازل، في مشهد يشوه الصورة الحضارية للحي، وأتمنى أن ننعم بشبكة منزلية لإيصال مياه الشرب أسوة بالحي القديم الذي لا يبعد عنا سوى سبعة كلم». وأضاف: استنزفت صهاريج المياه جيوب الأهالي وكبدتهم خسائر مالية فادحة، فكل مرة أتوجه للحصول على صهريج من أشياب الحوية يتم إضافة عشرة ريالات على التسعيرة الرسمية لأسباب لا أعلمها، فضلا عن تسبب هذه الصهاريج في العديد من الحوادث المرورية حيث يتولى قيادتها عمالة غير مؤهلة أو مدربة على القيادة السليمة واحترام حقوق السير والمشاة. ويعتبر سفر العالي، أن تكثيف تواجد الدوريات الأمنية من أهم مطالب سكان الحي وخاصة في الفترة المسائية التي تشهد تجمعات شبابية على نطاق واسع. وطالب الطفل عبدالله عبدالمعين الحارثي (10 أعوام) بتنفيذ حديقة عامة في الحي تحتوي على ألعاب وملاهٍ للأطفال ليتمكنوا من قضاء أوقات فراغهم داخلها. وأضاف: دائما ما نتعرض للإصابات والجروح بسبب ممارستنا للعب كرة القدم على أرضيات ترابية مليئة بالحصى والأشجار الصغيرة. من جهته، أوضح أمين محافظة الطائف المهندس محمد بن عبدالرحمن المخرج، أن الأمانة حصرت جميع الأحياء المستهدفة بأعمال التطوير، وعملت على تخطيط هذه المواقع بهدف الحد من نموها عشوائيا وتطويرها من خلال تحقيق تنمية حضارية مستدامة للعناصر العمرانية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية بهذه المواقع، وتشمل الخطة التوزيع الأمثل لاستعمالات الأراضي والخدمات العامة والتخطيط المثالي لشبكة الطرق وتعزيز الوعي بالمشكلة القائمة وتنظيم الموارد والإمكانات المحلية وتوظيفها لتلافي المشكلات الناجمة عن العشوائيات والعمل على تلبية الاحتياجات الأساسية للأهالي في هذه المواقع ضمن مشروع تنموي شامل يغطي كافة الأحياء والتجمعات العمرانية العشوائية، مؤكدا أن تطوير الأحياء يسير وفق خطط مدروسة ومجدولة زمنيا. وأضاف شهد حي الرويدف في الفترة الأخيرة تنفيذ مشروع سفلتة لأغلب الشوارع وخصوصا الرئيسية وسوف يتم في القريب العاجل استكمال بقية الشوارع، كما سيتم إنارتها جميعها في مرحلة لاحقة. ووعد بالنظر في إنشاء حديقة وملاهٍ للأطفال في الحي ومسطحات خضراء كمتنفس للأهالي. وأكد مدير الإدارة العامة للتربية والتعليم في محافظة الطائف محمد سعيد أبو راس أن قسمي التخطيط والاحتياج والنمو في الإدارة يتابعان وبشكل مكثف المواقع التي تحتاج لمدارس إضافية للمراحل المختلفة. وأضاف: عند توافر الشروط لإضافة مدرستين للمرحلة المتوسطة للبنين والبنات في حي الرويدف فلن نتأخر عن ذلك إطلاقا.